كشف تقرير أصدرته جمعية "إبصار" الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية عن أهمية التعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة العمى "لمع"، ومجلس الشرق الأوسط وأفريقيا لطب العيون "مياكو"، ومجموعة نورث ستار فجن لاستشارات ضعف البصر وإعادة التأهيل بنيويورك، في إبراز أهمية برامج التعليم المستمر في العناية بضعف البصر. وتقدم الجمعية برامجها لأطباء العيون وأخصائي البصريات في تطوير ونشر خدمات ضعف البصر وإعادة التأهيل بالسعودية ومنطقة شرق الأبيض المتوسط، وكذلك توعية المختصين والعامة بالاحتياجات الأساسية لخدمة ضعيف البصر وأهمية نشرها في المنطقة.
وأشار التقرير، الذي اختتم فعاليات برنامج الدورة الأساسية السابعة للعناية الإكلينيكية بضعف البصر والتي رعاها مؤخراً الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، إلى مشكلة نقص المتخصصين في مجال ضعف البصر في السعودية، ودعا إلى إعطاء الأولوية القصوى للعناية بطب العيون للعمل على تفادي العمى أو تحسين ظروف ضعاف البصر في أنحاء المملكة.
ونوه بتقرير منظمة الصحة العالمية الذي يؤكد أن هناك نحو 285 مليون نسمة ممن يعانون من إعاقة بصرية في أنحاء العالم منهم 39 مليون كفيف و246 مليون ضعفاء بصر وأن نحو 90% ممن يعانون من ضعف البصر يعيشون في البلدان النامية وتمثل العيوب الانكسارية في أنحاء العالم السبب الرئيسي لضعف البصر.
وقاس التقرير في حيثياته مدى نجاح برنامج الدورة باتباع آلية تحليل نتائج التقييم اليومي والشامل للدورة والتي أظهرت نتائجها بأن أهم الفوائد التي جناها المشاركون تتمثل في زيادة المعلومات عن ضعف البصر، كيفية فحص ضعيف البصر في العيادة، أنواع المعينات البصرية من عدسات ومكبرات إلكترونية وكيفية توصيفها للمرضى وتأهيلهم، التواصل والتعامل مع الكبار والصغار منهم، وتشجيع ضعيف البصر لممارسة حياته بصورة طبيعية معتمداً على ذاته، وعدم التعجل في الحكم على الطفل ضعيف البصر بأنه كفيف، ومعرفة الطريقة المثلى لتجهيز عيادة ضعف بصر.
وخلُصَ التقرير الذي تناول جوانب عدة عن البرنامج العلمي للعناية الإكلينيكية بضعف البصر وأهمية نشر الوعي والمعرفة بين أطباء العيون والأخصائيين عن حجم مشكلة ضعف البصر في المنطقة والخدمات المتوفرة، والدور المناط بهم للعناية بضعف البصر الأمر الذي سيؤدي بإذن الله إلى زيادة التحويلات الطبية من عيادات العيون لعيادات ضعف البصر.
وكشف التقرير عن إجمالي تكاليف البرنامج التي بلغت 479 ألف و85 ريال، فيما بلغ إجمالي إيراداته مبلغ 227 ألف ريال، فيما بلغ عجز الإيرادات عن المصروفات مبلغ 252 الف و85 ريال تحملته الجمعية، مشيراً إلى أن محدودية الخبراء المحليين والإقليميين في مجال تعليم العناية الإكلينيكية بضعف البصر يزيد من تكاليف تنظيمه واعتماده على كادر خبير من خارج المنطقة العربية، مما يحد من تعدد تنفيذ برامج ضعف البصر في السنة الواحدة رغم الحاجة الماسة للعديد من هذه الدورات لتدريب كوادر تقوم على خدمات ضعف البصر بحكم ارتفاع حالات ضعف البصر محلياً وإقليمياً، الذي يتوقع أن يكون قد تجاوز 15 مليون نسمة في الشرق الأوسط.
ولحل هذه المشكلة، أوصى أمين عام الجمعية محمد توفيق بلو، بناء على ما ورد في التقرير بتنفيذ برنامج إكلينيكي لضعف البصر كل ستة أشهر بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة العمى ومجلس الشرق الأوسط وافريقيا لطب العيون لتأهيل مزيد من الكوادر السعودية والعربية ونشر خدمة ضعف البصر في أكبر عدد ممكن من دول المنطقة، وكذلك توعية مستشفيات وعيادات العيون الخاصة والحكومية بأهمية دورهم في تقديم خدمات ضعف البصر للمجتمع من خلال إعطاء أولوية لتدريب العاملين لديهم من أطباء العيون والبصريات على العناية الإكلينيكية بضعف البصر ونشر الخدمة في مزيد من المستشفيات، داعياً كذلك إلى تفعيل شراكات عمل مع وزارة الشؤون الاجتماعية والصحة والتربية والتعليم لتنفيذ برامج تطوير كوادر لخدمة ضعفاء البصر وتوفير احتياجاتهم من المعينات البصرية والأجهزة التعويضية.
وطالب عيادات ومستشفيات العيون بالقطاع الخاص أن يكون لهم مساهمة ودور أكثر فاعلية في العمل مع المنظمات الغير حكومية والمجتمع المدني في العناية بضعف البصر وإزالة الآثار المترتبة عن الإعاقة البصرية وتدريب كوادرهم في هذا المجال حيث لاحظ تردد وعزوف كوادر منتسبة بالقطاع الخاص عن المشاركة في الدورة على اعتبار أنه لا يمكنهم وقف العمل بالعيادات لمنح فرصة تدريب مدتها 5 أيام الأمر الذي يحد من فرص تأهيلهم للعمل في هذا المجال.
وثمن أمين عام الجمعية الدور الكبير الذي حمله الإعلام السعودي على اختلاف اهتماماته في إيصال رسالة الجهات المختصة بدعم وتأهيل الإعاقة البصرية، وبالذات الجمعية من خلال كشف تفاصيل الإعاقة البصرية والأهمية القصوى لضعف البصر إضافة إلى مكافحة العمى الممكن تفاديه من خلال البرامج التأهيلية والعلاجية .