وصف الكاتب أحمد العرفج، تسمية الشوارع بأسماء الرجال المهمة كالملوك والأمراء، ب "الأمر البديع"، مطالباً الأمانات والبلديات، باستحداث شوارع جديدة وتسميتها بأسماء الرجال، بدلاً من تغيير ما هو موجود. وقال "العرفج" في مقاله بصحيفة المدينة، وحمل عنوان "الدوافع لتغيير أسماء الشوارع": إن الأمير سلمان بن عبد العزيز بحكمته المعهودة، رفض تغيير اسم شارع "المكرونة" بجدة، إلى اسمه، مؤكداً أن الأمير يعرف التاريخ وقيمة الأسماء في ذاكرة المدن.
وجاء في المقال أن "الأسمَاء ذَاكِرَة الشّعوب، وهي الصّفة التي تُطلَق عَلى المَوصوف، لذَلك يَبدو الاسم جُزءاً مِن المُسمَّى، والمُسمَّى جُزءاً مِن الاسم، وهكَذا تَمضي الأمُور..!
وذكر أن الاسم - أي اسم - يَتحوّل مَع الوَقت إلى ذَاكرة وتَاريخ؛ يَستحوذَان عَلى جُغرافيّة المَكَان، وتَاريخ الزَّمَان..!
وأوضح أنه قَبل أيَّام، تَطايرت الأخبَار مِن أرض جُدَّة - بضَم الجِيم -؛ حَول النيّة والتَّفكير بتَغيير اسم شَارع المَكرونَة؛ مِن اسمه العَريق العَتيق، إلى اسمٍ آخَر، وهو شَارع الأمير "سلمان بن عبد العزيز".. وتابع بقوله: َكَذا أرَاد المَسؤولون في أمَانَة جُدَّة، ولَكن الأمير سَلمان بحِكْمَتهِ المَعهودة رَفَض ذَلك، وأبقَى عَلى مُسمَّى شَارع "المَكرونة" كَما أَلَفَهُ النَّاس..!
ولَيس مِن الغَريب أن يَرفض الأمير سَلمان الاسم، لأنَّه رَجُلٌ يَعرف التَّاريخ، ويَعرف قِيمة الأسمَاء في ذَاكرة المُدن..!
وأكد أن التَّجارُب في تَغيير الأسمَاء أثبَتَت قلّة فَاعليّتها، وكَما يَقول البَدو: (العود من أول ركزة).. وحتَّى نُدلِّل عَلى هَذا المَوضوع، نَذكُر بَعض الشَّواهِد، ففي الرِّيَاض وجُدَّة – مَثلاً - شَارعان يُسمّيان باسم الأمير "محمد بن عبد العزيز" - رَحمه الله -، وقَد تَمّت هَذه التَّسمية مُؤخّراً، أمَّا اسمهما الأوّل، فكَان "شَارع التَّحلية" في كِلتا المَدينتين، ومَازال عَالقاً بذِهن النَّاس المُسمَّى الذي أَلَفُوه..
وبيّن أنه في جُدَّة – أيضاً - شَارع آخَر يُسمَّى شَارع "السَّبعين"، وقَد غَيّروه إلى اسم شَارع الأمير "ماجد بن عبد العزيز" - رَحمه الله -، ومَع ذَلك مَا زَال عَالقاً بذِهن النَّاس – أيضاً - مُسمَّى شَارع "السَّبعين"، والأمر ذَاته يَنطبق عَلى شَارع "الأربعين".. وهَكَذا الشَّواهِد كَثيرة..!
وخلص إلى القول: إنَّه لأمرٌ بَديع أن تَحمل الشَّوارع أسمَاء الرِّجَالات المُهمّة، كالملُوك والأمرَاء، والأُدبَاء والمُفكِّرين، ورِجَال الأعمَال، والفَنانين ولَاعبي الكُرَة، ولَكن يَجب ألا تقوم الأمَانَات والبلديّات بتَغيير مَا هو مَوجود، بَل الأفضَل أن تَستَحْدِث شَوارع جَديدة، وتُسمّيها مِن البدَاية بأسمَاء الرِّجَال؛ الذين تَحتفل بِهم ذَاكرة الوَطن..!