أصرّ رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، فيما حمّل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين طرفي النزاع مسؤولية إراقة الدماء في سوريا. وقال "كاميرون" في مؤتمر صحافي مشترك مع "بوتين" بعد مباحثات إن "الأسد" "مسؤول عن تمزيق بلاده وشرذمتها ولا بد من أن يرحل من أجل وضع حد للمأساة في سوريا وبسبب ممارسات نظامه القمعية ضد شعبه، وسيدفع جميع أركانه الثمن".
وأضاف: "لهذا السبب نعتقد أن علينا أن ندعم المعتدلين في المعارضة السورية الذين يمكن أن يشكلوا الأساس لسوريا ديموقراطية ومستقرة". ولفت "كاميرون" إلى "اختلافات مع روسيا بشأن بعض المسائل، ولكن أستطيع أن أؤكد أن بإمكاننا أن نتجاوز هذه الخلافات إذا ما ركزنا على الأهداف المشتركة وهي وضع حد للنزاع ولشرذمة السوريين والسماح لهم بتقرير مصيرهم، ومكافحة الإرهابيين والمتطرفين".
وكشف رئيس الوزراء البريطاني أنه تحدث مع "بوتين" عن سبل بدء المفاوضات بعد قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى حول إقامة حكومة انتقالية ووضع حد للقتل في سوريا. واتّفق معه على أن مجموعة الثماني يجب أن تدعم جهود وزير الخارجية الروسية، سيرجي لافروف، ونظيره الأمريكي، جون كيري، من أجل التوصل إلى عملية سلام في سوريا. وقال: "سنغتنم فرصة انعقاد قمة مجموعة الثماني للبناء على الأهداف المشتركة".
وحمّل "كاميرون"، في معرض رده على الأسئلة، نظام "الأسد" "مسؤولية ما يحدث في سوريا"، واتّهمه ب "ذبح شعبه والتسبب في المأساة الإنسانية التي نشهدها في سوريا".
وقال إن المعارضة السورية "التزمت بسوريا ديمقراطية، تحترم الأقليات وأيضاً المسيحيين، وقررنا على ضوء ذلك القيام بدعمها ومواصلة العمل معها من أجل مساعدتها وتدريبها، ولا بد من أن يكون لنا تأثير على المعارضة التي نعتقد أنها تتطلع إلى إقامة سوريا ديموقراطية".
ومن جانب آخر، قال "بوتين": "أمامنا مهمة مشتركة في سوريا ولدينا رغبة مشتركة في إيجاد الظروف المناسبة لوضع حدٍ لهذه الأزمة، وأنا أتّفق مع رئيس الوزراء "كاميرون" بشأن ضرورة بذل جهود حثيثة، ومناقشة هذه المسألة خلال قمة مجموعة الثماني".
وأضاف: "نعتبر أن العلاقات بين روسيا وبريطانيا ستتعزز في المستقبل وهذا يصب في مصلحة البلدين، وستكون لدينا مشاريع ذات آفاق واسعة في المستقبل".
وقال: "لا يمكننا أن ننكر أن الطرفين في سوريا مسؤولان عن إراقة الدماء، وأعتقد أننا يجب ألاّ نقدّم الدعم للذين يمارسون القتل بصرف النظر عن هويتهم، وهناك رغبة الآن بتزويد هؤلاء بالسلاح، وهذا في اعتقادنا سيؤثّر على القيم الثقافية والقيم الإنسانية، ونحن في روسيا لا نسمح بحدوث ذلك".
ولفت إلى أن "روسيا تمد الحكومة السورية بالسلاح بموجب القانون الدولي، ونحن لا ننتهك أي قانون دولي أو أي قواعد دولية في ذلك، وندعو شركاءنا للتصرف بالطريقة نفسها".
وبشأن فرص انعقاد مؤتمر جنيف الثاني للسلام حول سوريا بعد رفض المعارضة المشاركة فيه، قال "بوتين": "لا أعتقد أن فكرة هذا المؤتمر قد دُفنت، لكنني أتّفق بشكلٍ كامل مع رأي رئيس الوزراء كاميرون بأنه يمثل وسيلة فعّالة لحل الأزمة في سوريا بطريقة دبلوماسية وسياسية فقط". وأعرب عن ثقته بأن "حل هذه المسألة وجلوس مختلف الأطراف حول طاولة المفاوضات يمكن أن يتم تحقيقه من خلال الجهود المشتركة والإرادة الطيبة من الطرفين". ودعا "كاميرون" إلى "وضع الاختلافات جانباً والتركيز على الأرضية المشتركة التي تؤدي إلى عملية انتقالية سلمية في سوريا، مشيراً إلى أن ذلك "يمثل التحدي الذي ينتظرنا في الأيام والأسابيع المقبلة".