أقامت سجون مكة المكرّمة حفلها الختامي للبرنامج الثقافي والترفيهي بالإصلاحية، مساء أمس، وبرعاية الندوة العالمية للشباب الإسلامي، بحضور مدير عام السجون بمنطقة مكة المكرّمة اللواء طارق معتوق كردي.. شهد الحفل ألعاباً نارية وعروضاً رياضية. "كردي" كرّم الفائزين في الأنشطة المختلفة، كما قدّم السجناء عرضاً رياضياً وألعاباً نارية ومجموعة من القصائد اختتمها أحد النزلاء بكلمةٍ معبّرة لامست مسامع الحاضرين وقلوبهم، عندما أكّد أن الخطأ يقع فيه جميع الناس ومنهم مَن يقع في العقاب، ومنهم مَن يفلت، فها نحن وقعنا وأخذنا عقابنا، فهل ستقبلوننا بينكم وتفتحون قلوبكم وأيديكم لنا؟
من جانبه، قال اللواء طارق ل "سبق": إن هناك دورات ثقافية وترفيهية وتعليمية للمساجين في سجون مكة المكرّمة، التي تم تخصيصُها على ثلاث مراحل في السنة بحيث تكون شاملةً ومتنوعةً وملبيةً لجميع رغبات السجناء.. كما شملت هذه الدورات عديداً منم البرامج الترفيهية للسجناء، والتي اختتمت المرحلة الثانية منها الأسبوع الماضي بحضور عددٍ من المسؤولين والقياديين في منطقة مكة المكرّمة.
وأضاف "كردي" أن هذه الدورات تأتي بتوجيهٍ من الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، وبناءً عليه أُقيمت دورات تدريبية وترفيهية ودينية واجتماعية لكل السجناء على أن تكون في السنة ثلاث مرات.
وبيّن أنه تم الانتهاء من البرنامج الأول والبرنامج الثاني، ويليه في المرحلة المقبلة البرنامج الثالث، الذي يعمل الزملاء على الابتداء به، وأوضح أن هذا البرنامج لقي استحسان وقبول عددٍ كبيرٍ من نزلاء السجون في المشاركة فيه، كما أنه من هذا الجانب لا ننسي السلك التعليمي في السجون فقد شمل مراحل الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي.
وعبّر مدير شعبة الإصلاحية بمكة المكرّمة العقيد صالح القحطاني، عن سعادته ببعض السجناء الذين انتهت فترة محكوميتهم بأنهم الآن أشخاصٌ صالحون في المجتمع، مؤكداً وجود علاقة حميدة مع موظفين السجن ونزلائه تربطهم المحبة والأخوة.
وأشار إلى أنه لا توجد حواجز بين المسؤولين في السجن ونزلائه.. وقال: إننا دائما نسعد بالتواصل مع الذين خرجوا من السجن، كما أننا نبحث بكل جهدنا عن فرص عمل لهم، تساعدهم على حياتهم الجديدة.
وأردف: مهما عملنا من دورات وبرامج لنزلاء السجون يبقى أننا نشعر دائما بالتقصير نحوهم، ودائما نطمح للمزيد في مثل هذه البرامج التي تفيد السجين.. وأوضح أنه يوجد دعم في إقامة هذه البرامج من بعض الجهات الخيرية التي تشارك مع المديرية العامة للسجون، لإدخال البهجة والسرور على نزيل السجن.
وتابع "القحطاني" أنه الآن تم إنشاء عنبر "تراحم" للنزلاء المتبقي على انتهاء محكوميتهم ستة أشهر وأقل، بحيث تكثّف الدورات لهم، والتواصل مع مكتب العمل لكي يوفر لهم الوظائف المناسبة، في حال خروجهم من السجن، ولفت إلى أن المسؤولين في السجن يعملون كل ما بوسعهم، لكي يؤمّنوا لهم الوظائف والاستمرارية فيها ما بعد ذلك.
من جانبه، أكد مدير العلاقات العامة الرائد محمد عبد الله، أن ما حدث في شعبة الإصلاحية.. هو تجسيد وصورة حقيقية للعلاقة بين النزيل والعاملين في السجون تربطها الأخوة والتعامل الحسن مع النزلاء.. واختتم بكلمة أحد النزلاء عندما قال: أنتم الضيوف، ونحن أصحاب الحفل، مقدماً شكره للحفل واللجان المنسقة.