جلست الأم حزينة والدموع تغرق وجنتيها، وهي تنظر إلى ابنها ذي الثمانية عشر شهراً، وبكتيريا "أكلة اللحوم" تنهش في جسده، بعدما دخل في غيبوبة منذ 12 يوماً في مستشفى الملكة فيكتوريا في مدينة نيوكاسل البريطانية. ولكن "لوسي دوف" الأم الحزينة كان القدر يخبئ لها معجزة كبيرة، على حد وصف صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، حيث ذكر لها الأطباء أنهم سيقومون بمعجزة من أجل إنقاذ طفلها "فرانكي".
وبالفعل، قرر الأطباء أن يجروا عملية جراحية للطفل الصغير استغرقت نحو تسع ساعات ونصف الساعة؛ من أجل إزالة الجلد والأنسجة المصابة بالبكتيريا من ظهره وفخذه، ولكن بسبب صغر سنه كان بقاؤه على قيد الحياة أمراً يحتاج فعلاً إلى معجزة.
وخضع بعد ذلك "فرانكي" لستة أسابيع من العلاج المكثّف، والذي أظهر استجابة عالية تجاهه، ولكن فجأة عادت بعض خلايا البكتيريا الخاملة للنشاط والظهور مرة أخرى؛ ليضطر الأطباء إلى إخضاعه لعملية جراحية جديدة استغرقت نحو خمس ساعات لإزالة باقي الأنسجة المصابة، ومن ثم خضع بعدها لجراحة أخرى لإصلاح الأضرار الرهيبة التي لحقت بجلده.
وكان الطفل البريطاني الصغير قد التقط البكتيريا في بادئ الأمر بساقيه وجذعه ثم امتدت حتى ظهره وفخذه، وانتابته في 8 إبريل أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، ثم نقلته أمه للمستشفى، بعدما بدأ ظهره يتورم والبكتيريا بدأت تأكل الأنسجة التي تحت الجلد، وبدأت بعدها محاولات الفريق الطبي الحثيثة من أجل السيطرة على هذا المرض القاتل. وقالت أم الطفل: "ما حدث فعلاً معجزة، كنت أقترب من فقدان الأمل، والأضرار التي كانت قد لحقت بجسده كانت رهيبة، وعذابه كان لا يوصف؛ حتى إنني همست في أذنه لو كنت تريد أن تذهب فلتذهب حتى يتوقف عذابك". كما قال بيتر هودحكينسون، استشاري جراحة التجميل، والمسؤول عن علاج فرانكي: "لقد تم ترقيع الجلد بالكامل، وشفي الطفل تماماً، ولن يكون هناك أي تشوهات في جسده أيضاً".
وأشارت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية إلى أن هناك نحو 500 حالة إصابة ببكتيريا "أكلة اللحوم" في بريطانيا سنوياً.
وتعد تلك الأنباء عن علاج الطفل البريطاني بشرى سارة للحالات المماثلة التي أُصيبت بتلك البكتيريا في المملكة، والتي سبق أن نشرت "سبق" أخبار إصابتهم بالمرض.
ويمكن أن تساهم طريقة وفكرة علاج الطفل البريطاني، في تدارك حالة السعوديين المصابين بمثل تلك البكتيريا القاتلة.