خرج مئات التونسيين أمس في تظاهرة بالعاصمة تونس احتجاجاً على تفشي البطالة، وللتعبير عن تضامنهم مع شبان منطقة سيدي بوزيد التي شهدت اشتباكات مع الشرطة خلفت سقوط قتيل برصاص الأمن أول أمس. وقالت وكالة "رويترز": إن المظاهرة التي شارك فيها نقابيون وحقوقيون وطلبة ومدونون انطلقت من بطحاء محمد علي أمام مقر الاتحاد التونسي للشغل لتجوب شارع المنجي سليم. ورفع المتظاهرون شعارات «عار عار يا حكومة الأسعار شعلت نار» و «الشغل استحقاق» و «لا لا للاستبداد» و «الحرية كرامة وطنية». وقدر نقابيون عدد المتظاهرين أمس بالعاصمة تونس بنحو 500 شخص. من جهته قال النقابي سليمان الرويسي: إن المسيرة هي رسالة لشبان سيدي بوزيد أنهم ليسوا وحدهم وأن مطالبهم مشروعة، وذلك تعقيباً على مظاهرات مستمرة في مدينة سيدي بوزيد عقب انتحار شابين من العاطلين. وأضاف «نحن هنا أيضاً لنقول: كفى للمعالجة الأمنية لأن الوضع سيزيد تعقيداً في حال استمر الوجود الأمني بسيدي بوزيد والرقاب والمزونة والمكناسي وبوزيان». وفي مدينة بوزيان التي شهدت أعنف المواجهات يوم الأربعاء الماضي حيث أحرق المحتجون مركزاً للحرس وأربع حافلات للأمن وقطاراً، عاد الوضع للهدوء نسبياً أمس، لكن مواطنين قالوا: إن الهدوء حذر للغاية والوضع قد يتفجر من جديد في أي لحظة. ورصدت قناة "الجزيرة" تواصل المواجهات خلال الليلة الماضية بين قوات الأمن التونسية والسكان بعدد من مناطق ولاية سيدي بوزيد بوسط البلاد, في حين أقرت الحكومة التونسية بمشروعية مطالب الشباب في التشغيل، رافضة في المقابل اللجوء إلى العنف، ونقلت الجزيرة عن مصادر نقابية أن المواجهات استمرت خلال الليلة الماضية بين قوات الأمن وسكان مدينتي الرقاب والمكناسي، مع دخول الاحتجاجات يومها التاسع. وقال وزير التنمية والتعاون الدولي محمد النوري الجويني: إن مطالب الشباب بحق الشغل مشروعة، لكن ذلك لا يبرر استعمال العنف في الاحتجاجات، ودعا إلى الحوار مع جميع الأطراف الاجتماعية لإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة.