في واقعة وُصِفت ب"الغريبة على الوسط التعليمي النسائي التربوي"، اعتدت مُعلمة على مُديرتها ضرباً، مُحدثة بها بعض الإصابات داخل مكتبها في إحدى المدارس الابتدائية للبنات بمحافظة الطائف، وتم نقلهما سوياً -عبر سيارتي إسعاف- للهلال الأحمر، ونُوِّما بالمُستشفى للعلاج، إلا أن مُديرة المدرسة رفضت تقرير مستشفى الملك فيصل، وانتقلت للملك عبد العزيز التخصصي، وذلك بعد أن طمأنها الطبيب المُباشر لحالتها، وأكد أن الأمر لا يعدو كونه "فبركة"، وامتنع عن الكشف عليها. وكانت مديرة مدرسة الثامنة والستين الابتدائية للبنات بحي عودة بالطائف، قد تفاجأت بدخول معلمة في مكتبها مُحاوِلةً سحب سجلِّ تأخُّر وغياب المُعلمات وتصويره، وبعد أن مزَّقت بعضه تهجَّمت على المُديرة، وضربتها، وأحدثت بها بعض الخدوش في يدها بأظافرها، وخنقتها، ثُم دفعتها لترتطم برأسها في الجدار الخلفي وتُصاب، حيث سقطت جراء ذلك الاعتداء، وذلك وفقاً لما جاء في محضر شكواها، والذي تحتفظ "سبق" بنسخة منه.
وادَّعت المُعلمة إصابتها هي الأخرى بسبب الاشتباك بينها وبين المُديرة، فيما استنجدت المُديرة ببقية المُعلمات، واللاتي حضرن واندهشن للموقف، وجرى استدعاء الهلال الأحمر للمدرسة برفقة زوج المُديرة، بعدما طلبت منه الأخيرة الحضور.
وتولى الهلال الأحمر نقل المديرة لمستشفى الملك فيصل بالطائف، فيما خرجت المعلمة مشياً حتى الإسعاف الذي كان ينتظرها خارج المدرسة، ومن ثمَّ نقلها للمُستشفى نفسه، وتم تنويمهما.
وباشرت الشرطة مجريات التحقيق في الواقعة، بحسب ما أوضحه الناطق الإعلامي بشرطة الطائف، المقدم تركي الشهري، في تصريحه ل"سبق"، حيث قال: "تلقَّت غرفة عمليات الأمن بلاغاً عن حدوث سوء تفاهم بين مواطنتين في مقرِّ عملهما، أدى إلى وقوع مشاجرة بينهما، وقد تم مباشرة البلاغ من قبل المختصين بمركز شرطة السلامة، والعمل جارٍ على إحالة أوراق القضية لهيئة التحقيق والادِّعاء العام".
"سبق" توصَّلت لمديرة المدرسة المصابة "بديعة بنت محمود الطويرقي"، والتي تعرَّضت للضرب من قبل المعلمة، حيث أكدت أنها كانت قبل أسبوعين تقريباً قد رفعت تقريراً في المُعلمة المعنية مع بعض زميلاتها، وذلك بعدما خرجن من المدرسة عند الحادية عشرة صباحاً دون إكمال الدوام الرسمي، وكذلك لتطاولها عليها وشتمها، وتهديدها بعد منعها وزميلاتها من تناول الإفطار في المدرسة، وفقاً للتعليمات والأنظمة المُبلغة لها.
وأضافت مديرة المدرسة: "كنت أنتظر المُشرفات من أجل التحقيق مع المُعلمة وزميلاتها، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهن، ولكني فوجئت بحضورهن بعد ضربي من قبل المُعلمة المعنية اليوم، ليُحققن في تلك الشكوى دون التحقيق في واقعة الضرب، والتي كانت قد بلغتهم، ومن قبلهم بلغت مدير عام التربية والتعليم بالطائف وبشكلٍ مفصل".
وأشارت مديرة المدرسة إلى أن الطبيب المُعالج بمستشفى الملك فيصل بالطائف (سعودي الجنسية) لم يكشف عليها أو يجرِ الأشعة على رأسها، مدعياً أنها "فبركة" كما قال، وذلك في الوقت الذي مُنحت فيه مدة شفاء ثلاثة أيام؛ ما دفعها للخروج والانتقال لمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي؛ لإجراء الكشف عليها وإصدار التقرير الطبي، مؤكدةً أنها تطعن في أي تقرير يصدر من مستشفى الملك فيصل بعد تعذُّر إجراء الكشف عليها، وامتناع الطبيب عن ذلك.
وطالبت مديرة المدرسة بلجان تحضر من وزارة التربية والتعليم؛ للتحقيق فيما أصابها من قبل المُعلمة، مؤكدة أنها ستواصل دعواها عليها لأخذ حقها؛ لكونها تعرضت للضرب من قبلها والسب والشتم، وعلى مرأى من بقية المعلمات.