أعلن رئيس وزراء التشيك بيتر نيكاس حالة الطوارئ في معظم أنحاء البلاد أمس الأحد بعد أن باتت فيضانات الأنهار الناجمة عن هطول أمطار غزيرة لعدة أيام تهدد المنطقة التاريخية وسط العاصمة براج ودفعت السلطات إلى إجلاء السكان من المناطق المنخفضة. وقلصت سلطات براج خدمة المواصلات العامة وتعتزم إغلاق محطات مترو الأنفاق في وسط المدينة بعد أن وصلت مياه نهر "فلتافا" إلى مناطق تمثل مزارات سياحية. وتم أيضاً إغلاق خط القطارات الرئيس الذي يربط بين العاصمة وشرق البلاد. وتعهد "نيكاس" بتخصيص 300 مليون كرونة تشيكية (15 مليون دولار) لجهود الإغاثة وقال إن هناك ألفي جندي آخر على استعداد لدعم 300 جندي يساعدون بالفعل على إقامة الحواجز المؤقتة وإعداد أكياس الرمال في براج ومناطق أخرى. وقال "نيكاس" بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء "وافقت الحكومة على إعلان حالة الطوارئ التي ستتيح بذل جهود إنقاذ أكثر فعالية". وأضاف أن هناك 1.3 مليار كرونة أخرى متاحة للمساعدة في تمويل عملية إزالة آثار الفيضانات. والمنطقة التاريخية في المدينة مدرجة على قائمة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بوصفها من مناطق التراث الإنساني لما فيها من مئات البنايات والكنائس والآثار التي تعود إلى قرون مضت ومن بينها جسر تشارلز الذي يعبر نهر "فلتافا" الذي أغلق بسبب ارتفاع منسوب المياه. وأدت الفيضانات إلى مقتل شخصين على الأقل وفقد عدد آخر في أنحاء البلاد كما دفعت المسؤولين إلى إخلاء مستشفى في براج وأجزاء من حديقة الحيوان بالمدينة. وأدى ارتفاع منسوب مياه الأنهار إلى إغلاق طرق سريعة وخطوط سكك حديدية في أنحاء غرب وجنوب "بوهيميا". وذكرت شركات المرافق العامة أن هناك انقطاعات في الكهرباء في أنحاء المنطقة بعد أن أصابت الفيضانات عدداً من المحطات الفرعية. وقال روي باتيسون وهو عامل مغترب يعيش في قرية على مشارف براج: "المياه على مسافة 50 متراً من منزلي ولكنها لا تبعد سوى متر أو مترين عن منازل أخرى". وأضاف: "لم نتلق أي إخطار بالإخلاء حتى الآن ولكن الجميع يتخذون استعداداتهم تحسبا لذلك". وأعادت هذه الفيضانات إلى الأذهان ذكرى فيضانات عام 2002 التي أودت بحياة 17 شخصاً وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم وكبدت جمهورية التشيك خسائر بعدة مليارات من الدولارات في أنحاء البلاد. ولم تصل مستويات المياه إلى هذا المستوى حتى الآن، لكن خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون استمرار الأمطار لأيام أخرى على الأقل مما أثار احتمال عدم وصول فيضان الأنهار إلى ذروته بعد. وبعد كارثة عام 2002 أنفقت الحكومة التشيكية 150 مليون دولار على إنشاء نظام لمكافحة الفيضانات لحماية براج التي تضخ إيرادات السياحة الضرورية للغاية في خزينة الدولة.