حذر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ صلاح البدير، من الكذب والافتراء على أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستشهداً بعدد من أقواله وأفعاله - صلى الله عليه وسلم - التي وردت في السنة المطهرة. وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم: "إن من أصول أهل الإيمان، أصحاب الحديث والسنة، حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته، الذين سلكوا طريق الصالحين، واتبعوا آثار السلف الماضين، تعظيم الكتاب والسنة، إذ إن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدوتهم، يعلمون التوحيد والعقيدة، وينصرون الشريعة، ويهدمون البدع الشنيعة، ويبغضون الحزبية الوضيعة، ولا يوالون كلاماً غير الكتاب والسنة، وليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمون أحواله، ويعظمون أقواله، يعتقدونها، ويعتمدونها، ويصدقونها، ويقبلونها، ويسلمون لها، ولا يعارضونها".
واستشهد فضيلته بقول الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى- : "يسقط كل شيء خالف أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يقوم معه رأي ولا قياس، فإن الله قطع العذر بقوله - صلى لله عليه وسلم - كما ذكر قول عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله تعالى - لا رأي لأحد مع سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يرد السنة إلا غوي، ولا يعارضها إلا عيي، ولا يطعن فيها إلا شقي".
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: "من رد الأحاديث الصحاح، المجمع على صحتها فقد خالف أهل السنة والجماعة وسلف الأمة، وسقط في دركات أهل الزيغ والظلال، والبدع والغواية. قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -: من رد حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة".
وبين فضيلته أن: من خبثت عقيدته، وفسدت خبيئته؛ رد السنة وكذبها إذا خالفت عقله السقيم، ورأيه الذميم، وقال: "أيها المسلمون ما جزاء من افترى ومن اجترأ على سيد الورى، وعلى قوم سيد الورى - صلى الله عليه وسلم - إلا الردع، والقمع، والمنع؛ حماية لجناب الشريعة، وصوناً للسنة، وحفظاً لمقام سيد الخلق محمدٍ صلى الله عليه وسلم، حدث أبو معاوية - رحمه الله تعالى - الرشيد بحديث (احتج آدم وموسى) فقال رجل فأين لقيك؟ فغضب الرشيد وقال: النطع والسيف، النطع والسيف! زنديق يطعن في الحديث، فما أطلقه حتى ظهرت توبته وصدقت إنابته".
وأضاف: "إن معارضي السنن حين يواجه باطلهم بالأحاديث الصحاح، يسلكون مسلك التعريض بالثلب، والتلويح بالغضب، والتلميح بالاعتراض والرد، والمغالطة بالتأويل، ويعملون على مغالطة الأحاديث الصحيحة بالتأويل؛ لردها بلطف حيث لا يمكنهم ردها بعنف، وهذا هو ديدن الطاعنين في السنة؛ من أجل التحلل من أحكامها، والتفلت من سلطانها".
وحذر الشيخ " البدير" من الزنادقة الفجار الطعنة الأشرار، دعاة الفتنة، وأنصار البدعة، وسرايا إبليس، سائلاً الله أن يجعلنا ممن يتلقى خبر المعصوم - صلى الله عليه وسلم - بالتسليم والاتباع، وأن يقينا من شر أهل الزيغ، والجحود، والابتداع.
وقال فضيلته: "إنه لا عداوة للسنة وأهلها أشد من عداوة من يتخذون الكذب ديناً، ويكفرون سادات الأولياء بعد الأنبياء، صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويكفرون من يحبهم ويتولاهم، ويترضى عنهم، ويستبيحون دماء المسلمين، وأعراضهم، وأموالهم، بروايات وحكايات اختلقوها ووضعوها من عند أنفسهم، ونسبوها - كذباً وزوراً - إلى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وإلى آل بيته الأطهار، إذ دعوا حمل لواء الممانعة والمقاومة ضد المحتل، وما هم إلا مطية العدو وسنيته، وسنده وعدته، ومن يهاجم المحتل بالصياح والنباح، ويهاجم المسلمين بالنار والحصار والسلاح، لا يمكن أن يكون للمحتل مقاوماً، ولا للغازي ممانعاً، بل هو حربة المحتال ضد الإسلام والمسلمين، وبأن دجاجلة الممانعة والمقاومة المزعومة لن يفلحوا في تغيير التاريخ المحفوظ، أو تحسين الوجه القبيح لمذهب يستبيح قتل الأطفال والنساء والشيوخ، ويستبيح هدم بيوت المسلمين ومساجدهم ومدنهم، ولله الأمر من قبل ومن بعد, قال الله تعالى: "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ"، وقال سبحانه: "وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ. سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ. وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ".
وأكد فضيلته أن: "الشهيد السعيد من قتل نصرة للتوحيد، وأن التعيس الطريد من قتل نصرة لأهل الشرك والخرافة والتنديد، ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز".