قالت الجمعية الفلكية بجدة إن واحدة من الظواهر التي تكاد تكون غير معروفة لدى الراصدين على المستوى المحلي، هي وميض الشمس الأخضر، وهي ظاهرة بصرية، يمكن رؤيتها لفترة قصيرة بعد غروب الشمس أو قبل شروقها في سماء المملكة. وذكرت الجمعية أنها تحدث عندما تكون الشمس بالكامل تقريباً تحت الأفق، ويكون الطرف العلوي لا يزال مرئياً، ولمدة ثانية أو ثانيتين، ويظهر ذلك الطرف العلوي من الشمس بلون أخضر، وهي من الظواهر التي ترى بالعين المجردة.
وبينت "فلكية جدة" أنه يمكن رؤية الوميض الأخضر في معظم الأيام الصافية مع غروب الشمس، عندما تكون الظروف الجوية مناسبة، بحيث يجب أن يكون الأفق بالكامل مكشوفاً وصافياً، بدون ضباب أو غيوم، ويمكن رؤيته من أعلى قمة جبل، أو المباني الشاهقة، وحتى من على متن الطائرات، ولكن في المجمل معظمها يشاهد فوق البحار والمحيطات، من قبل رواد الشواطئ.
وأوضحت أنه يتم البحث عن الوميض الأخضر عندما تكون الشمس منخفضة نحو الأفق مع غروبها عند آخر لحظة قبل أن تختفي الشمس تحت الأفق، ويجب أن يكون الراصد حذراً عند رصد الشمس، لذلك يجب الانتظار حتى يتبقى طرف نحيل من قرص الشمس ظاهراً فوق الأفق، وإذا تم النظر إلى الشمس قبل ذلك، فإن ضوء الشمس الغاربة سيبهر العين، وقد تفوت فرصة رؤية الوميض الأخضر.
وأشارت "فلكية جدة" إلى أن السبب في تشكل الوميض الأخضر يرجع إلى أننا ننظر إلى الشمس من خلال طبقة كثيفة من الغلاف الجوي، عندما تكون الشمس منخفضة نحو الأفق في السماء، فبخار الماء في الغلاف الجوي يمتص الألوان الأصفر والبرتقالي في ضوء الشمس الأبيض، وجزئيات الهواء تبعثر الضوء البنفسجي.
ولفتت إلى أن هذا ما يترك الضوء الأحمر والأخضر المزرق ينطلق مباشرة للراصد، وبالقرب من الأفق ضوء الشمس ينحني بشكل كبير أو يحدث له انكسار، حتى يعتقد بوجود شمسين، واحدة حمراء والأخرى زرقاء مخضرة، وجزئياً تغطي إحداهما الأخرى، الحمراء دائما تكون قريبة إلى الأفق، ولذلك عند الغروب أو قبل الشروق سوف يرصد فقط الوميض الأخضر.
وهناك أنواع مختلفة من الوميض الأخضر، بعضها في شكل خط أو شريط من اللون الأخضر، مثل لهب أخضر انطلق إلى الأعلى من الشمس القريبة من الأفق، سواء عند شروقها أو غروبها، وأكثر أنواع الوميض الأخضر شيوعاً هو ذلك الذي يرصد عندما تكون الشمس تقريباً بالكامل تحت الأفق.