أعلنت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء المملكة شهدت مساء اليوم الجمعة 29 يناير وقوع كوكب المريخ على استقامة واحدة مع الأرض والشمس في ظاهرة فلكية تسمى (التقابل)، مشيرة إلى أنه كان أقرب ما يكون من الأرض وفي قمة سطوعه، وأن مقدار لمعانه وصل إلى 1.28 ماغ وقبل ذلك بيومين كان المريخ في أقرب نقطة له من الأرض حيث وصل بعده نحو 99.33 مليون كيلو متر وهي مسافة ليست بالقريبة، ويعود السبب في ذلك إلى أن المريخ قريب من نقطة الأوج وهي أبعد نقطة له في مدارها عن الشمس التي سوف يصلها في الحادي والثلاثين من مارس القادم. وحدث الاقتران في الوقت الذي كان فيه فصل الربيع في النصف الشمالي وفصل الخريف في النصف الجنوبي على الكوكب الأحمر، وهذه الفصول لا تشبه الفصول على الأرض، حيث إنها تعتبر أطول نظراً لأن محور المريخ مائل بمقدار 25.2 درجة بالمقارنة مع ميلان محور الأرض بمقدار 23.2 درجة . وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة إن الكوكب الأحمر ظهر في أبهى حلته، حيث بدا للمشاهد بالعين المجردة كنجم برتقالي محمر براق وعلى الجانب الآخر أظهرت التلسكوبات ذات الأقطار الكبيرة العديد من تفاصيل الكوكب التي أتاحت للفلكيين دراستها، ولعل أبرزها القلنسوة القطبية البيضاء والعديد من المعالم المعتمة. وتعود أهمية كوكب المريخ لاعتقاد العلماء بأنه يحوي حياة بداية وعزز ذلك العثور على غازي الميثان والأمونيا في الغلاف الجوي للمريخ، وهذان الغازان لا يمكن أن يبقيا في الغلاف الجوي للمريخ بدون أن يكون هناك مصدر لإنتاجهما وهما إما أن يكون جيولوجياً من خلال النشاط البركاني وهذا مستبعد كون المريخ كوكباً ميتاً جيولوجياً، وإما أن يكون المصدر بيولوجياً من خلال البكتيريا وهو المرجح إضافة إلى اعتقاد وجود كميات كبيرة من المياه على شكل جليد أسفل السطح .