شهدت سماء المملكة البارحة، وقوع كوكب المريخ على استقامة واحدة مع الأرض والشمس في ظاهرة فلكية تسمى (التقابل)، وكان اقرب ما يكون من الأرض وفي قمة سطوعه، حيث وصل بعدة حوالي 99.33 مليون كيلومتر، وهي مسافة ليست بالقريبة، ويعود السبب في ذلك إلى أن المريخ قريب من نقطة الأوج وهي ابعد نقطة له في مدارها عن الشمس والتي سوف يصلها في الحادي والثلاثين من مارس القادم، وحدث الاقتران في الوقت الذي كان فيه فصل الربيع في النصف الشمالي، وفصل الخريف في النصف الجنوبي على الكوكب الأحمر وهذه الفصول لاتشبه الفصول على الأرض حيث أنها تعتبر أطول نظرا لان محور المريخ مائل بمقدار 25.2 درجة بالمقارنة مع ميلان محور الأرض بمقدار 23.2 درجة . وأوضح رئيس الجمعية الفلكية في جدةالمهندس ماجدابوزاهرة،أن الكوكب الأحمر ظهر في أبهى حلته حيث بدأ للمشاهد بالعين المجردة كنجم برتقالي محمر براق، وعلى الجانب الأخر أظهرت التلسكوبات ذات الأقطار الكبيرة العديد من تفاصيل الكوكب التي أتاحت للفلكيين دراستها ولعل أبرزها القلنسوة القطبية البيضاء والعديد من المعالم المعتمة . وأضاف ابوزهرة " تعود أهمية كوكب المريخ لاعتقاد العلماء بأنه يحوي على حياة بداية وعزز ذلك العثور على غازي الميثان والامونيا في الغلاف الجوي للمريخ وهذين الغازين لا يمكن أن يبقيا في الغلاف الجوي للمريخ بدون أن يكون هناك مصدر لإنتاجهما وهما إما أن يكون جيولوجي من خلال النشاط البركاني وهذا مستبعد كون المريخ كوكب ميت جيولوجيا أو يكون المصدر بيولوجي من خلال البكتريا وهو المرجح إضافة إلى اعتقاد وجود كميات كبيرة من المياه على شكل جليد أسفل السطح ". وفي السياق نفسه ، ظهر القمر في طور البدر البارحه وفي اكبر حجم من المعتاد ، بما يعادل 14% والمع بمقدار 30% من باقي الاقمار التي ستكون في طور البدر خلال الاشهر القادمة، وتفسير هذه الظاهرة هو ان القمر يدور حول الارض في مدار بيضاوي ما يعني أن القمر في احيان يكون بعيدا عنها ويسمى ذلك " الاوج " ويكون في حالات قريبا من الارض ويسمى عندها " الحضيض " وهو ماحدث البارحة. من جهة أخرى وفي الحادي عشر من مارس المقبل، سوف تنتهي حركة المريخ التراجعية التي بدأها في الثاني والعشرين من ديسمبر من العام الماضي ويعود إلى حركته المعتادة ، والحركة التراجعية هي عبارة عن (خداع بصري ) حيث تظهر الكواكب تسير نحو الخلف من الشرق إلى الغرب فترة قصيرة قبل أن تتابع خط سيرها الأصلي، وحقيقة الأمر لا يحدث توقف للكوكب ولا يتحرك نحو الخلف ولكن ذلك يبدو فقط من على سطح الأرض ويرجع سبب هذا إلى أن الكواكب جميعها تدور حول الشمس بالاتجاه ذاته والكواكب القريبة من الشمس تسير أسرع من تلك البعيدة ، والأرض تسير أسرع في مدارها من المريخ لذلك فهي عندما تقترب منه وتعبر بينه وبين الشمس وتتجاوزه لذا يعتقد الرصد مع اقتراب الأرض من المريخ بان الكوكب الأحمر بدأ في التباطؤ ومع مرور الوقت توقفت حركته ومن ثم يبدأ في السير إلى الخلف يشار الى انه مع مرور الأشهر المقبلة سوف يبدأ لمعان كوكب المريخ في الخفوت تدريجيا اعتبارا من يوم السبت 14 فبراير نظرا لابتعاده عن الأرض. وسوف يعود كوكب المريخ لوضع التقابل من جديد في العام 2012 .