حذر الشيخ علي بن محمد القرني الناطق الإعلامي لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية، من إتيان السحرة والدجاليين، مشيراً إلى أن بعض الفضائيات سهلت التوجه للسحرة والكهنة والعرافين، والدجالين، والمشعوذين وسؤالهم، مع تيسير اتصال المشاهدين بهم، والتحدث معهم وسؤالهم واستماع إجاباتهم والتعلق بهم من دون الله. وأضاف: "وللأسف أن بعض الناس تنطلي عليه هذه الخرافات ويقع في تصديق هؤلاء السحرة الذين يفسدون العقول ويخربون المعتقدات، وتذيل الشاشة برسائل الإهداءات والتعارف ولتقديم خدمة هؤلاء للسحرة والمعالجين الدجالين. وأشار إلى أن الشريط في أسفل الشاشة في بعض القنوات أصبح لتبادل الوصفات والعلاجات وفك السحر وعلاج العين، وصار لها من المشاهدين من النساء لعدد لا يستهان به، قائلاً "ويعرض شريط تلك القنوات أيضاً ادعاء سيدة أو رجل معرفتها بعلاج لداء ما أو حالة صحية ما، وأنها تركت رقمها لدى الكنترول فمن هو بحاجة لدوائها ما عليه إلا الاتصال بالكنترول وأخذ رقمها منه". وأضاف: "وفي هذا خطورة من جهتين إحداهما إعطاء الرقم لأشخاص قد يكونون غير مؤهلين للثقة، أو أن هذا العلاج والذي سيتم الاتفاق عليه قد لا يتناسب مع هذه الحالة صحياً، وقد يكون مخترع هذه الخلطة أو الوصفة مخادعاً أو جاهلاً ولا هدف له سوى كسب المال بأي صورة كانت، كما يتم من خلال الشريط التعارف على أسماء معالجات شعبيات من مدن ومناطق عديدة مسبوقة بالمدح والثناء على مقدرتها وتميزها في علاج العقم وسائر الأمراض". وبيَّن الشيخ القرني أن هناك بعض الأسباب التي ساهمت في انتشار السحرة والدجالين منها : ضعف الإيمان بالله: قال الله - عزَّ وجل- : (وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون (البقرة: 102 (. وأضاف القرني: "ومنها كذلك الجهل بحقيقة السحرة فهو على رأس الأسباب التي تمكن للخرافة والسحر والسحرة؛ فتجد من المخدوعين من يجهل حكم الشرع في الذهاب إلى الكهان والسحرة، ويجهل حُكْمَ سؤالهم وتصديقهم، ويجهل عواقب الأمور، ويجهل الأسباب الحقيقية الصحيحة للشفاء والسعادة" . وأشار إلى ضرر كثرة الوسائل المعينة على انتشار السحر، وسهولة الوصول إلى السحرة، موضحاً: "حيث يوجد من القنوات الفضائية والصحف والمجلات والكتب ومواقع الإنترنت وشركات الاتصالات". كما نوَّه القرني إلى أن الطمع، سبب في انتشار مثل هذه القنوات، قائلاً "الرغبة في كسب المال سواء كان ذلك من قبل الساحر، أو قِبل القنوات الفضائية التي تُمكِّنهم، أو من قبل شركات الاتصال". وأشار إلى أن الإنسان بطبعه لديه الرغبة في استشراف المستقبل فيبعث إلى البحث والسؤال، والنفس الإنسانية مولعة بمعرفة المجهول والمستقبل . ونوَّه إلى كثرة انتشار الأمراض والأوهام فهذا مريض مرضاً استعصى على العلاج، وذاك يعيش أوهاماً، فالرغبة في العلاج والشفاء من تلك الأمراض يجعلان المصاب يتعلق بأدنى شيء يوصله إلى العلاج في ظنه، وشدد القرني على خطورة مشاهدة الصغار للأفلام الكرتونية المشتملة على الخرافة، موضحاً كبعض ألعاب البلاي ستيشن وغيرها، مما يحتوي على ممارسات المشعوذين والدجالين، ما يجعل المشاهد يستمرئ ما يراه في صغره؛ فلا يكاد ينكره حال كبره". وأشار الشيخ القرني إلى أن من علامات الساحر سؤاله عن اسم المريض واسم أمه أو يطلب الدم من ذبيحة تذبح ولا يسمى عليها ويلطخ الدم في أماكن ألم المريض أو يطلب أثراً ممن يأتي إليه كثوب وملابس داخلية أو شعر أو مشط أو صورة، وأيضاً كتابة الطلاسم أو الحروف المقطعة أو إعطاء المريض حجباً أو خيطاً به عقد أو يعطي المريض أشياء تدفن في الأرض أو قراءة الفنجان أو الكف أو إعطاؤه خاتماً نقشت عليه بعض الرموز والطلاسم أو كتابة الساحر والعياذ بالله للقرآن بالنجاسات. وبيَّن القرني أن علاج السحر يكون بالدعاء والالتزام بآداب الدعاء من الوضوء وتحري أوقات الإجابة ولزوم الاستغفار والرقية الشرعية.