شنّ نائب المشرف العام على الفريق الأول لكرة القدم بنادي أبها سابقاً "يحيى جابر" هجوماً كاسحاً على الرئاسة العامة لرعاية الشباب، مشيراً إلى أنها تدعم الفساد من خلال التستر على التقارير المالية والإدارية في الأندية السعودية، وعدم إقامة الجمعيات العمومية العادية، وهو ما حدث أخيراً في نادي أبها حالياً، وعدد من الأندية السعودية في السابق وإلى الآن. مشيراً إلى أن إدارة شؤون الأندية لا تطبق اللوائح والأنظمة بل إنها أول من "يدوس" عليها ويحارب تلك اللوائح من خلال موظفين "متقاولين" مع الأندية الرياضية لم نسمع حل مشكلة يوماً بل أصبحت كل الأندية تعرفهم وتعرف مزاجاتهم .
وبرر نائب المشرف العام السابق تدهور الكرة السعودية بأن سببه يأتي من كون الرئاسة العامة ساهمت من خلال إداراتها المهترئة، ومكاتبها التي أصبحت تخطط لمن يوالون المكاتب كيف يدخلونها، ويسهلون لهم المرور متجاهلين اللوائح والأنظمة وتطبيقها.
معتبراً إدارة الرئاسة العامة بشكلٍ عام سيئة للغاية وفاشلة وتسببت في تدهور الرياضة والأندية خلال ال 10 سنوات الأخيرة إلى قعر الترتيب العالمي لكونها لا تراعي كل شؤون الرياضة بداية بالجمعيات العمومية التي من خلالها تأتي إدارة ناجحة أو سيئة تدمر النادي، وهو ما استشرى في أنديتنا في المواسم الأخيرة مع أشد الأسف.
وقال الجابر: "يوم الأحد مثلاً ستُقام الجمعية العمومية لنادي أبها وحتى الآن لم يقدم التقرير المالي والإداري ل 4 سنوات مضت ولم يطلع عليه أحد منذ 4 سنوات حتى أعضاء من مجلس الإدارة نفسه، وبمباركة مكتب عسير وإدارة شؤون الأندية والمسؤولين الذين أتتهم الشكاوى ولم يتعاملوا معها بشكلٍ جديد، وهو ما يعني أن الرئاسة العامة تعطي الضوء الأخضر للأندية في الصرف وتعد هذه المصروفات والإيرادات حقوقاً شخصية لكونها سرية للغاية ولا يستطيع أياً كان الاطلاع عليها وهو ما ساهم في هدر مليارات الريالات في الهواء ومقابل لا شيء، فالرئاسة العامة لرعاية الشباب تحارب نظامها التي وضعته منذ ما لا يقل عن 45 عاماً، ولم تعدله ولم تطبقه وفي حال رغب شخص الوصول لرئاسة نادٍ فعليه أن يتعرف على موظفي مكتب الرعاية في منطقته فهو من يوجد له الحلول ويسهل كل صعب وهو الوحيد القادر على تجاوز النظام، ولعل مشاكل القادسية والوحدة والاتحاد والفرسان والمصيف وعشرات الجمعيات العمومية أكبر دليل على أن الرئاسة العامة أصبحت مهترئة للغاية بل ومتجاوزة ولا يهمها الإعلام ولا هيئة الفساد ولا غيرها، ومن هنا تدعو كل من هب ودب لدخول الأندية والرياضة السعودية، وعلى الخبرات والمؤهلين الجلوس في منازلهم والتفرج على المهازل والمسرحيات في عالم رياضي مليء بالفوضى والهرج والمرج لفئة تدعي أنها رئاسة للشباب لا تعرف من الرياضة إلا اسمها ومكاتب متناثرة في كل مكان لا تجلب سوى الفشل والتدهور لرياضة يصرف عليها مليارات لو وجد ربع صرفها في بنغلاديش لحققت بطولة آسيا بل وأصبحت من الفرق المطورة عالمياً .
وأشار الجابر إلى أن الإعلام تراجع بشكلٍ ملحوظ وغير مبرر في نقاش الإخفاقات والتجاوزات الخطيرة التي تقدم عليها الرئاسة العامة من خلال بعض موظفيها.
وطالب الجابر الإعلام بإنقاذ الكرة السعودية من خطورة ما يحدث من قِبل الرئاسة العامة تجاه الأندية في كل شيء فلا جمعيات عمومية حقيقية، ولا منشآت نموذجية تستحق التكلفة التي رصدت لها، ولا نظام ولا اهتمام مجرد تسيب مخيف وأندية بالية أصبحت أملاكاً خاصة والدليل خلو المدرجات من الجماهير لمعظم الأندية السعودية فقد أصبحت الأندية بيئة طاردة للرياضية وقابلة للخصوصية لمن لديه صديق أو قريب أو واسطة في الرئاسة العامة.
ونصح الجابر تغيير مسمى الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى الرئاسة العامة لرعاية الأصدقاء والمقربين، كاشفاً واقع الجمعيات العمومية أن أعضاءها دائماً ليس لهم علاقة بالرياضة ويؤتى بهم من أجل مهمة ثم يعود بعد 4 سنوات لتأدية الدور نفسه إن كان مطيعاً ومعظمهم لا يعرفون طريق النادي، وأشارت جمعية نادي أبها مثلاً مكونة من 10 من أسرة أحد المرشحين و 32 عضواً في فريق حارته، 11 من أقاربه و7 من زملائه في العمل و 14 من فريق حارة توأم، وقس على ذلك في الجمعيات العمومية في أنديتنا التي أصبح الغبار يستشري في كل أطرافها بسبب شدة التخلف فيمن يطبق اللوائح.
وتساءل في نهاية حديثه ل"سبق" عن سبب محاربة الرئاسة العامة للشباب، وما الفوائد التي جنتها الرئاسة من نشر المخالفات والتستر على المصاريف في الأندية واشتراك المكاتب في صناعة القرار وفرض من تريد بأسلوب مخالف وحسب الواسطة، معتبراً حال الرياضة السعودية لن ينصلح إلا بإصلاح شامل وواسع وقوي في الرئاسة العامة نفسها لأن ما يحدث للرياضة والسعودية والأندية ال 153 وبالذات التي ليست جماهيرية فضيحة حقيقية في الوقت التي تطورت البنى التحتية للرياضة في قطر والإمارات والفكرية لليابان وكوريا الجنوبية وحتى الأردن والعراق مما يشير إلى أن العالم تطور من حولنا ومازلنا نهرول للخلف.