انتقدت الإمارات العربية وبشدة اليوم الأحد تصريحات مسؤول في الخارجية الإيرانية صدرت أمس حول البحرين، واعتبرت أنها تأتي في سياق "مشكلة لدى جيراننا الإيرانيين في الفهم والتعرف على طبيعة التعامل مع جيرانهم". وقال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، اليوم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأسترالي بوب كار، في أبوظبي "أنا أفهم أن إيران تمر بانتخابات محلية إلا أنها ما زالت تواصل تحويل وقذف مشاكلها الداخلية وتقذفها وترميها على الدول الأخرى".
ووصف التصرف الإيراني بأنه "لا يقوم به جار حميد والذي من المفترض أن يكون جاراً طبيعياً يلتزم بالشريعة الإسلامية ووصايا الرسول محمد".
وحثّ الوزير إيران على "أن تعيد النظر في طريقة أسلوبها ونهجها وطريقة تعاملها مع جيرانها". وكانت تقارير نقلت عن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان تحذيره أمس مما اسماه "تداعيات" مداهمة الأمن البحريني لمراجع دينية بالبلاد.
وأدانت البحرين بشدة التصريحات "غير المسؤولة" ل"عبداللهيان"، واعتبرته "تدخلاً مرفوضاً وغير مقبول في شؤونها الداخلية ويتناقض تماماً مع مبادئ الأممالمتحدة والقانون الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي، التي تؤكد جميعها احترام سيادة الدول واستقلالها". كما وصفت تلك التصريحات بأنها "تعكس بكل وضوح الأطماع التوسعية الإيرانية لدولة عربية عضو في الأممالمتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز".
وحول الوضع في سوريا، حمّل وزير الخارجية الإماراتي المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث في سوريا قائلاً "لا يجب على المجتمع الدولي أن يبقى صامتاً وألا يتحرك أو يتفاعل مع الجانب الإنساني"، ودعا جميع الأطراف المعنية إلى عمل سياسي جاد وإلى إيقاف الآلة القمعية في دمشق.
وأشاد الوزير الإماراتي بأستراليا باعتبارها "تلعب دوراً مهماً في مجلس الأمن من خلال دعم القرارات التي تصب في صالح الشعب السوري ومواجهة النظام الذي طغى وتجبر على شعبه".
من جانب آخر، أكد وزير الخارجية الأسترالي بوب كار حول الوضع في سوريا، دعم بلاده لانتقال سلمي للسلطة هناك لحل الأزمة مع وجود خطة لمستقبل ديمقراطي متعدد.
وأوضح أن أستراليا مهتمة بالكارثة الإنسانية في سوريا حيث تعد من أسوأ الأوضاع الإنسانية في العالم. وأشار إلى أنه مع نهاية العام الحالي، سيكون قد تم تدمير مساكن تسعة ملايين سوري من أصل 22 مليون شخص. كما أكد أن أستراليا تتعاون مع الدول المجاورة لسوريا لدراسة الآثار المترتبة على استقبالها للاجئين السوريين.
ووصف وزير الخارجية الأسترالي العلاقات مع الإمارات بأنها قوية، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى نحو ستة مليارات دولار وإلى وجود 16 ألف أسترالي يعيشون ويعملون في الإمارات.