سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدريس والعيد والزامل: الإلحاد الجديد ذو ملامح إرهابية واضحة ولا بد من مواجهته "مؤسسة الموسى" تنظم لقاءً حوارياً عن الفكر الإلحادي بالرياض .. برعاية "سبق"
عقدت مساء أمس مؤسسة موسى بن عبد العزيز الموسى وأولاده الخيرية، لقاءً حوارياً مباشراً بثّته مجموعة من القنوات الفضائية، وبحضور نخبةٍ كبيرةٍ من أهل العلم والمختصّين؛ لمناقشة الفكر الإلحادي، وسبل مواجهته والتعامل معه واحتواء آثاره، وآليات التعامل مع أسئلة الشك، والشبهات الاعتقادية الطارئة، برعاية "سبق" إلكترونياً. شارك في الحوار الذي عُقد بمدينة الرياض، في فندق مكارم الرياض كلٌّ من: الداعية المعروفة الدكتورة نوال العيد، والكاتب الصحفي وعضو مجلس الشورى السابق نجيب الزامل، إضافة إلى المفكّر الكويتي الدكتور محمد العوضي، كما حظى الحضور بمداخلاتٍ من مجموعة من المهتمين منهم: الدكتورة رقية المحارب، والدكتور محمد الحضيف، والشيخ عبد الله العجيري، وعبد الله الشهري، والشيخ محمد الوشلي، وآخرون.
وتحدّث الدكتور خالد الدريس وقال ل "سبق": إن الإلحاد الجديد هو في واقع الأمر ذو ملامح إرهابية واضحة، إنه إلحادٌ يستند وبقوة إلى العنف اللفظي والهجوم الشرس بأحط الألفاظ، وأقذرها على أصول الإيمان ومقدسات المسلمين، هذا الإرهاب الإلحادي تسلّل إلى مقام أبناء المجتمع فتحوّل إلى معول هدم بيد المنظمات العالمية للإلحاد الجديد، فتحوّلوا إلى دعاة ومبشرين به.
وقال "الدريس": إن تركيزنا الأكبر في هذا الملتقى على المرض كي نسهم في القضاء عليه أو التخفيف منه، أما المريض فنتمنى صادقين أن تكتب له النجاة وكم من ملحدٍ كان مريضاً بداء الإلحاد شفي منه.
وأوضح "الدريس"، أن اللقاءات هي نواة أولية لبرامج مشابهة عدة ستُقام في المرحلة المقبلة، بغرض معالجة أسئلة الشك وإعادة غرس اليقين وبناء الإيمان في نفوس الحائرين ممّن تاهت بهم السبل وتخطفتهم الشبهات، ولاسيما مع الانفتاح التقني وتدفق المعلومات اللا محدود.
وأكّد أن أسئلة الشك التي تنتاب الشباب في مرحلة عمريّة معيّنة، هي أمورٌ طبيعية ينبغي للشاب ألا يقلق منها، أو أن تحفر في نفسه أخاديد الحيرة، وإنما عليه أن يسأل عنها أهل العلم والاختصاص، وألا يزيد اشتعال الحيرة فيه بالقراءة في مواقع الشبهات والأفكار المنحرفة التي في أغلبها مواقع أنشأها أشخاصٌ من غير المسلمين، بل يستعين عليها بالإقبال على الله وتلاوة كتابه الكريم ومخالطة الصالحين.
وناشد "الدريس" المربين وأولياء الأمور والمعلمين أن يبادروا باحتواء الشباب واحتضانهم والاستماع إليهم، وأن يتفهموا طرحهم مثل هذه الأسئلة في هذه المرحلة العمرية المعروفة، بتوارد الأسئلة والبحث الدؤوب عن الأجوبة الحاسمة لها.
وقال نجيب الزامل ل "سبق": إن الملتقى جميلٌ وفيه نوعٌ من الجسارة والشجاعة أن تقول أناقش الآن شيئاً يعتري بعض الناس، وهي مشكلة عادية مثلها مثل أي مرض، إن واجهته في البداية فسيصبح سهل العلاج، وإن تركته ينتشر فستجده مستعصياً.
ولم يخف "الزامل" أنه توجد إشكالات عقدية وفهمية في الوقت الحاضر، فيما أكّد أن الإسلام لديه الأجوبة عن جميع الأسئلة ويحب عدم ذم أي جماعةٍ تخطئ.
وقال الشيخ عبد العزيز الموسى، ل "سبق": الحمد لله الذي وفقنا لإقامة هذا اللقاء الحواري المباشر لمناقشة الفكر الإلحادي، وسبل مواجهته والتعامل معه واحتواء آثاره، وآليات التعامل مع أسئلة الشك والشبهات الاعتقادية الطارئة والذي أدير بدكاترة كِبار؛ واعداً باستمرارية مثل هذه اللقاءات لتعود بالنفع على الجميع، وأبدى أسفه أن تجد هذا الفكر الإلحادي في أمة محمد وبين شبابها وفتياتها.
وكانت ورقة الدكتورة نوال العيد أستاذ مشارك في جامعة الأميرة نورة وكاتبة في جريدة "الحياة"، عبارة عن قراءة في فكر الملحد وسبل مواجهته، وأننا في هذا العصر الانفتاحي دخلت علينا أفكار كثيرة ونحن في حاجة إلى قراءة هذه الأفكار.
وأضافت أن الملحدين موجودون ولكن ليسوا بكثرة، إنما القضية هي التشكيك وهذا أخطر ما يكون؛ لأنك بمجرد التشكيك فأنت كأنما تنشر فوضى عقائدية.
وذكرت أنها تلقت أسئلة عدة حول القضايا العقائدية والإشكالية التي ترد على عقل الشاب فيما يتعلق بوجود الله، وصدق النبوة، واذا لم يجد الشاب أو الفتاة مَن يجيب عن أسئلتهم فقد يجد مَن يشجعه وأن يعمل على تغيير تفكيره، وقالت: "يجب أن نكون عالميين وليس منغلقين".
ويأتي هذا اللقاء المفتوح عقب دوراتٍ شرعيةٍ مكثفة بعنوان "تهافت الفكر الإلحادي"، أقامتها مؤسسة موسى بن عبد العزيز الموسى وأولاده الخيرية، لمناقشة شبهات الإلحاد وأسئلة الشك وتحصين الشباب ضدها، أشرف عليها الدكتور خالد بن منصور الدريس، عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، وحاضَر فيها كلٌّ من: عبد الله الشهري، والمهندس عبد الله العجيري، والباحثون المختصّون في الفكر الإلحادي، واستفاد من تلك الدورات أكثر من 120 شخصاً من الأكاديميين والباحثين من الجنسين.