طالبت "معنفة الحفاير" (ن.ع) عبر صحيفة "سبق" الجهات المختصة بمنطقة عسير بمساعدتها في العثور على ابنتها "أمجاد" البالغة من العمر 4 سنوات وقالت إنها وبعد معاناتها التي نشرتها كافة وسائل الإعلام تم نقلها إلى دار الحماية الاجتماعية بأبها ومنها إلى دار الحماية الاجتماعية بالرياض لتكون قريبة من أسرتها على الرغم من تهديدات والدها وشقيقها الأكبر اللذين توعدوا بالانتقام منها بسبب حديثها عن العنف الذي تعرّضت له هي وأخواتها من قبل والدها ومن قبل زوجها. وأشارت إلى أن حماية الرياض قد قامت بتسليمها لإحدى أخواتها لكي تعيش معها، مبينة أنها تعيش في ظروف صعبة وحالة انتظار لمعرفة مصير ابنتها "أمجاد" والتي لم تعرف عنها شيئاً منذ أن خرجت من بيتها.
وقالت إنها تقدمت بشكوى ضد زوجها بسبب استخدام العنف، ورغم ذلك ما زال حراً طليقاً وإنها لا تعرف أي معلومة عن ابنتها، وإنها تعيش ظروفاً نفسية سيئة، وناشدت أمير منطقة عسير والجهات الأمنية وحقوق الإنسان بمتابعة مجريات القضية ومساعدتها بالحصول على حضانتها.
وكانت "سبق" قد تابعت قضية "معنفة الحفاير" في مستشفى خميس مشيط، التي أكدت أن زوجها كان يمنعها من الصوم والصلاة، مشيرة إلى أنها رفضت العودة مع والدها، معتبرة أنه أحد أهم أسباب معاناتها، على حد قولها.
وأكدت ل"سبق" دعم هيئة حقوق الإنسان في منطقة عسير، ومساندتها لها في قضيتها مادياً ومعنوياً؛ حيث كلفت الهيئة محامياً لمتابعة مجريات القضية. وقالت المعنفة: "إنني عاجزة عن شكر الهيئة لهذه المتابعة اليومية لي".
وأفادت "المعنفة" بأن والدها متزوج من امرأة من جنسية عربية، وطلق والدتها، وكان يضاعف معاناتها بتخليه عنها وعن أخواتها اللاتي تعيش بعضهن ظروفاً صعبة، وكان يحرض زوجها على قمعها، وكلما لجأت إليه كانت تجد الإهانة والتهديد والإساءة وتخويف طفلتها بإيداعها دار الأيتام.
وكشفت المعنفة أنها كلما كانت تتجه للشكوى إلى مركز الحفاير كان أقارب زوجها يتدخلون بالواسطة، ويعيدونها، وفي كل مرة كانت تهرب وتشتكي من ويلات العذاب.
وقالت إن زوجها البالغ من العمر (60 عاماً) تزوجها رغماً عنها؛ بسبب إجبار والدها، وقبضه مهرها البالغ 60 ألف ريال!
وتابعت متحدثة عن زوجها: "كان يتفنن في تعذيب زوجاته، فقد تزوج أربع مرات، وطلبت زوجته الأولى الطلاق بسبب العنف والضرب والإهانة، وكذلك زوجتاه الثانية والثالثة، والأخيرة حلق شعرهن".
وتابعت بأسى: "كان يمنعني من الصوم والصلاة، ولم أكن أطاوعه، وأقبل بالعذاب فيعاقبني بالحبس، وبأن يضع لي البراز لآكله والبول لأشربه أمام ابنتي الصغيرة، وعندما تستنكر الطفلة ما يجري لي كان يقول لها (هذه ليست أمك. أمك ميتة). فكنت أصلي سراً حتى لا يعاقبني ويحبسني في دورة المياه".
ولاحظت "سبق" وجود كدمات في وجه الزوجة ورأسها ويديها، وإصابات في الرقبة، وأوضحت أنها بسبب عنفه ضدها.
من جهته أكد عضو هيئة حقوق الإنسان المشرف العام على فرع الهيئة بمنطقة عسير، الدكتور هادي اليامي، أن الهيئة تابعت القضية بزيارات يومية للمعنفة، وبمعلومات حول الزوجة الثانية، من خلال القسم النسائي، وبُلّغت بالقضايا الأخرى التي تتبع القضية مع الزوجة الثانية وبناتها.
وأضاف: "تم التواصل مع إدارة التربية والتعليم لحل مشكلة تسجيل الطالبات في المدارس بشكل نظامي؛ وذلك حتى تعمل الهيئة على توفير حق التعليم للفتيات، ومتابعة القضية المنظورة بين المطلقة الأولى وحضانة بناتها، ومتابعة متعلقات القضية كافة مع الجهات المختصة، والعمل على رفع الضرر عن هذه الأسرة، وضمان توفير حقوق أفرادها كافة، وتمكينهم من حقوقهم".