طوت جامعة الملك سعود قيد ثلاث طالبات ماجستير، يدرسن بقسم الاقتصاد، إحداهن معدلها التراكمي 4.20.. جاء ذلك بعد إنهاء دراسة المقررات الخاصة بخطة القسم ولمدة 42 ساعة، وبعد إعداد مشروع بحثي كامل ومفصل؛ لعدم اجتيازهن الاختبار "الشامل" الذي أقرته الجامعة كشرط أساس لنيل شهادة "الماجستير". وقلن في شكواهن ل"سبق": أمضينا ثلاث سنوات دراسة لنيل درجة الماجستير في التعليم الموازي في الفترة المسائية من قسم الاقتصاد بجامعة الملك سعود، وبعد أن أنهينا دراسة المقررات الخاصة بخطة قسم الاقتصاد لدرجة الماجستير، ولمدة 42 ساعة، وإعداد مشروع بحثي كامل ومفصل، تم تحديد موعد الاختبار "الشامل" مع طلاب وطالبات الفترة الصباحية.
وأكدن أن اجتيازه شرط للحصول على الوثيقة لدرجة "الماجستير" حتى لو كانت درجات الطالب أو الطالبة في أثناء الدراسة عالية، على الرغم من أن عدداً كبيراً من الجامعات السعودية، وعدداً من أقسام جامعة الملك سعود لا تعمل به؛ لاشتماله على ظلم وإجحاف.
حيث تتمحور فكرته في اختبار المواد التي سبقت دراستها واجتيازها، والحصول فيها على درجات عالية جداً، ويحل محل الرسالة لعدم تفرغ عضو هيئة التدريس لمناقشتها ومتابعتها، والمجحف في الأمر أنه يأتي بعد الدراسة والتعب، واجتياز المواد بامتياز، حيث يبدد حلم وتعب السنين في غضون ساعات، على حد تعبيرهن.
وأضفن: بعدها تم الرفع بخطابات عدة إلى رئيس قسم الاقتصاد لمنحنا فرصة استثنائية "ثالثة"، حيث إنه تمنح للطالبة فرصتان فقط أو إعادة دراسة المواد التي لم يتم اجتيازها بالاختبار الشامل، والتي سبق أن حصلنا فيها على معدلات عالية أثناء الدراسة.
وتابعن: قرر القسم منحنا فرصة "ثالثة"، وتم الرفع بالقرار إلى مجلس الكلية، وتم القبول والرفع به إلى مجلس الدراسات العليا، لكنه قرر الرفض استناداً إلى نص المادة 40 فقرة 3 من اللائحة الموحدة للدراسات العليا، ورفع خطاب إلى مدير الجامعة، ولكن للأسف لم يتم الرد لأنه مخالف للنظام، وتم طي قيدنا، بعد ثلاث سنوات من الجهد والمثابرة لنيل درجة الماجستير.
وأجمعن على أن القرار حرمهن تحقيق طموحهن في الترقيات بأعمالهن، ومن الابتعاث لإكمال درجة الدكتوراة في الخارج، معربات عن أملهن في الحصول على الوثيقة، و"التي هي رمز لطموحنا وخدمة لديننا ووطننا الحبيب، ومليكنا الذي أتاح لنا فرصة الالتحاق بالتعليم الموازي".
وقالت الطالبة "سارة الدعجاني" ل"سبق": التحقت ببرنامج التعليم الموازي بجامعة الملك سعود قسم الاقتصاد لنيل درجة الماجستير قبل ثلاث سنوات، وبالتحديد في عام 1430ه، حيث كنت أعمل في الصباح، وأتوجه إلى الجامعة في الفترة المسائية، ولا أعود للمنزل إلا عند الساعة الحادية عشرة مساء.
وتابعت: استمررت على هذا المنوال لمدة ثلاث سنوات لتحقيق حلمي، ورغم كل الظروف، حصلت على معدل تراكمي نهائي 4.20 ومعدل فصلي 4.44، إلا أن الاختبار الشامل الذي لا تتجاوز مدته الساعات، ويتم في يوم واحد، بدد الحلم وطوت الجامعة قيدي.
وأردفت بأنهن تقدمن بشكاوى عدة لوزير التعليم العالي لإنصافهن لكن دون جدوى، زودت "سبق" بنسخ منها، وتحتفظ "سبق" بنسخ من نتائج الطالبة، والتي تثبت فعلاً حصولها على معدل عالٍ.
وناشدت الطالبات عبر "سبق" ولاة الأمر بالتدخل لإنهاء معاناتهن، ومنحهن فرصة ثالثة، أو حذف الاختبار كباقي الجامعات والأ قسام الأخرى في جامعة الملك سعود نفسها، والاعتماد على الرسالة، والتميز في المقررات الدراسية، حتى لا تذهب مجهودات الثلاث السنوات في مهب الريح.