رغم الكشف عن المشتبه بهما في تفجيرَي ماراثون بوسطن، وهما شقيقان من الشيشان، وتبرئة المبتعث السعودي عبد الرحمن الحربي رسمياً، لم تتوقف بعض وسائل الإعلام الأمريكية المتطرفة عن حملتها التحريضية ضد السعودية، والمسلمين بصفة عامة. وواصلت قناة "فوكس نيوز"، المعروفة بتطرفها، التحريض ضد المسلمين في برنامج "شون هانيتي"، الذي زعم أن الطالب السعودي، عبد الرحمن الحربي، الذي أعلن في بداية التحقيقات أنه شخصية موضع "اهتمام" في التحقيقات، سيجري ترحيله يوم الثلاثاء المقبل لدواع أمنية، فيما سيجري الإعلان أنه غادر طوعاً، رغم دحض المذيع جاك تابر في قناة "سي إن إن" هذه الادعاءات، والكشف عن أن الذي سيُرحَّل هو شخص آخر غير "الحربي".
واستمرَّ أيضاً البرنامج الإذاعي اليميني المتطرف "دي بلاز"، للصحافي الأمريكي "جلين بيك" في محاولاته للربط بين تفجيرات بوسطن و"الحربي"، مدعياً أنه متورط بطريقة أو بأخرى في هذه الأحداث، وأن ملفه أُرسِل إلى الكونجرس الأمريكي.
وقال "بيك" في البرنامج: إن الشاب السعودي كان قبل أيام موضع اهتمام لدى الجهات الأمنية، والآن يُرَحَّل إلى بلاده، واصفاً ذلك ب "الإهمال والمؤامرة"، مواصلاً هجومه على السعودية والعرب والمسلمين.
كذلك تحاول صحيفة "بوسطن" التلميح في بعض الأخبار المتعلقة بالتفجيرات إلى أن الكثير من المسلمين، خاصة العرب منهم، إرهابيون، وأنهم سبب الكثير من المشاكل في الدول الغربية.
وكان "إيرك رش"، الكاتب والمحلل السياسي بقناة "فوكس نيوز"، طالب عقب تفجيرات بوسطن في صفحته على تويتر، بالقبض على جميع السعوديين الموجودين بالولايات المتحدةالأمريكية، واصفاً إياهم بأنهم هم الخطر الأعظم على البلاد.
وأثارت تغريدته استياءً لدى المئات من متابعيه، الذين أكدوا أن هجومه يضع حداً لمهنيته، ويؤكد فشله إعلامياً، واعتراضاً على ذلك ألغى المئات متابعتهم لصفحته.
من جهتها، واصلت وزارة الأمن الداخلي تأكيدها لجميع وسائل الإعلام الأمريكية بأن الشاب السعودي "الحربي"، ليس موضع شبهة وأن سجله نظيف تماماً، كما عرضت العديد من الوقائع وصور وملفات فيديو وتحقيقات لجهات أمنية عليا تشير جميعها إلى تورط الشقيقين الشيشانيين، تامرلان (26 عاماً) وجوهر (19 عاماً).
كما تحدث مسؤولون أمريكيون معتدلون لوسائل الإعلام للتأكيد بأن السعوديين والعرب لا علاقة لهم بتفجيرات بوسطن، وأن أصحاب الفكر الإرهابي لا يمثلون أي دين، وأن بعض أهدافهم سياسية لا علاقة لها بالأديان أصلاً، مؤكدين الكشف عن المشتبه بهم، وأن التحقيقات في الأيام المقبلة ستثبت خطأ وسائل الإعلام التي تهاجم السعودية والعرب والمسلمين، وتستدعي مع كل حادثة تقع الحديث عن هجمات 11 سبتمبر.