أبدى عددٌ من معلمي ومعلمات مدارس القطاع الجبلي شرقي جازان "السعادي ولحج القلاع والمجازيع" تخوفهم على حياتهم من خطورة ووعورة الطريق المؤدي إلى مدارسهم بعد أن أهملته إدارة الطرق والمواصلات وتحول إلى كابوس مميت يتربص بسالكيه، مؤكدين أن خير شاهد على ذلك انقلاب مركبة الأسبوع الماضي ونجاة 8 معلمين من موت محقق ومصرع أفراد أسرة قبل عام بعد أن هوت مركبتهم من على أحد المنحدرات، وقالوا إن كل تلك المآسي لم تشفع له عند إدارة المواصلات. وقال عددٌ من المعلمين ل"سبق" إنهم يودعون كل يوم أسرهم قبل التوجه إلى مدارسهم بجبال قيس الشاهقة فقد يكون اللقاء الأخير، مبيّنين أنهم يجتمعون في مكان محدد ويقوم بنقلهم أحد زملائهم على متن مركبة دفع رباعي "جيب" عبر طرق ومنحدرات جبلية وعرة ومميتة تحفوها المخاطر في رحلة تستغرق الساعات الأربع ذهاباً وإياباً.
وتابعوا: عند هطول الأمطار تزداد المعاناة بسبب انجراف أجزاء من الطريق وإغلاق أجزاء أخرى منه بسبب الانهيارات الصخرية التي تحدث على طول امتداده حيث تعيق الحركة وتحتجز المركبات لأيام بل في بعض الأيام الماطرة نقطع جزءاً من مسافة الطريق باتجاه مدارسنا سيراً على الأقدام".
وليس حال المعلمات أفضل بل إنهن يتكبدن معاناة كبيرة بسبب وعورة الطريق إلى مدارسهن، حيث أكدت عددٌ منهن أنه تحول إلى كابوس مميت يلاحقهن كل يوم ويهدد بتيتم أطفالهن بعد أن أهملته إدارة المواصلات، حيث إن المنحدرات تهدد حياتهن بالموت الجماعي لعدم وجود حواجز تمنع سقوط المركبات في حال العطل وقلن إنهن نجون أكثر من مرة بأعجوبة من فاجعة كادت تحل بهن.
وتابعن: قبل نحو عام لقي أفراد أسرة مصرعهم ولم تنج سوى طفلة 8 سنوات بعد أن هوت بهم مركبتهم من على أحد المنحدرات، وأشرن إلى أن ما زاد من مخاوفهن أن المركبات التي تنقلهن قديمة وغير مؤهلة على حد تعبيرهن وأيضاً الطرق ضيقة للغاية ولا تتسع سوى لمركبة واحدة ومنعطفاتها خطرة.
وكشف مصدر بإدارة المرور بدوره ل"سبق" أنهم يعانون صعوبة بالغة في الوصول إلى الحوادث في الطرق الجبلية ذات التضاريس الصعبة بمحافظة العارضة حيث إنهم يباشرون حوادث الجبال من خلال الاستعانة بدوريات حرس الحدود والمحافظة في مباشرة الحوادث هناك بسبب صعوبة الطريق على مركباتهم.
وكان وفدٌ وزاري من وزارة التربية والتعليم قد زار قبل شهرين مدارس القطاع الجبلي بمحافظة العارضة في جازان للوقوف على تعزيز الخدمات المقدمة للطلاب واقتراح الحلول العاجلة التي تواجه نقل الطلاب، والطالبات، والمعلمات، والمشرفات، في الوصول إلى مدارسهم؛ بسبب الطبيعة الجبلية لهذه الأماكن، ووعورتها، ووجود بعضها في مناطق حدودية.
وأجمع عددٌ من المعلمين والمعلمات أنه كان من الأجدر أن يكون من ضمن وفد الزيارة ممثل من وزارة المواصلات إلا أن الزيارة كانت روتينية حيث إنه لا يوجد حالياً سوى جرافة واحدة ليس هذا فحسب بل ضياع معاملة تم التقدم بها بتاريخ 4 / 11 / 1433ه لفرع المواصلات لإصلاح الطريق حصلت "سبق" على نسخة منها وقالوا لا نريد زيارات نريد تحركاً على الواقع وتأمين جرافات لإصلاح الطريق بالتنسيق مع إدارة المواصلات وتأمين مركبات دفع رباعي مناسبة وجديدة لنقلهم حتى يتسنى لهم الوصول لمدارسهم من قِبل إدارة التربية والتعليم.