أكد الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتاوى الأسبق أن لعبة البوكر (القمار الافتراضي) التي بدأت تجذب الشباب عبر الموقع الاجتماعي "فيس بوك" ما هي إلا نوع من الميسر والمقامرة المحرمة شرعاً معتبراً أنها إهلاك للوقت دون الحصول على قيمة. ورد العالم الأزهري جمال قطب على من يعتبر البوكر مجرد تسلية قائلاً: إن هذه اللعبة تخلق نوعاً من الإدمان في عملية الربح أو الخسارة فالرابح يريد المزيد والخاسر يريد التعويض، وهنا يبدأ القمار الفعلي. جاء ذلك فيما أفردت صحيفة "الأهرام" الإثنين تحقيقاً مفصلاً عن لعبة البوكر التي جذبت الشباب المصريين الذين غادر بعضهم المقاهي ليجلس أمام اللعبة من 8 إلى 24 ساعة يومياً. وسردت الصحيفة خطوات اللعبة بأن تدخل على الفيس بوك وتبحث عن كلمة "بوكر"، وبعد أن تدخل تسجل الإيميل الخاص بك وبعد خمس ثوان يقوم الموقع بمنحك 2000 دولار افتراضي لتبدأ اللعب. وأضافت أن قائمة تضم مجموعة من الطاولات على كل منها يجلس 9 أفراد يبدأ اللعب بمبلغ من 100 دولار، وتختار الطاولة التي تريد أن تجلس عليها وفقاً للمبلغ الذي معك وعلى الطاولة هناك أشخاص حقيقيون يجلسون معك من مختلف أنحاء العالم. وفى السياق ذاته حذر الدكتور أحمد شوقي العقباوي أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر من لعبة "البوكر" واعتبرها ظاهرة خطيرة ومقدمة سيئة لمستقبل مصر. وأوضح العقباوي أن "البوكر" هي الطريقة التي يهرب بها الشباب في ظل الإحباطات المستمرة من الواقع إلى عالم افتراضي يبحث فيه عن الربح السريع، ولأنه فقد تحقيق الذات على أرض الواقع الفعلي فهرب إلى البحث عن الأموال في الواقع الافتراضي، فما يقوم بجمعه من ملايين الدولارات الافتراضية من لعب القمار يجعله يبحث عن الاستمرار ليؤمن حياة وهمية يعيشها مع ملايين الشباب. ونقلت الصحيفة تجربة خاصة لأحد اللاعبين الذي قال "قررت تجربة اللعبة، فدخلت في خمس ثوان تسلمت 2000 دولار وجلست على إحدى التربيزات الخاصة بالهواة ووجدت أكثر من 14 شخصاً أعرفهم يلعبون وبدأت ألعب وكسبت في البداية وضاعفت المبلغ مرتين في نصف ساعة إلى أن وصلت إلى 100 ألف دولار في خمس ساعات ثم إلى 500 ألف دولار.. بعدها بدأ الشات والرسائل تنهال علي". فيما قالت منى علام 21 عاماً طالبة بكلية الآداب إنها من عشاق لعبة "البوكر" وتستمتع بلعبها مع صديقاتها، وأحياناً مع العرب الذين دائماً ما يعرضون عليها شراء مبالغ افتراضية من خلال الفيزا كارت، ولكنها ترفض ذلك حتى لا تقع في دائرة الحرام.