أكد أمين عام جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، الدكتور سعيد السعيد، أن الجائزة نجحت بجدارة في أن تكون مرصداً مهماً لقياس حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية، وحافزاً كبيراً لتفعيل إسهامات المؤسسات والأفراد؛ لتلبية احتياجات المكتبة العربية من الأعمال المترجمة، التي تمثل إضافة علمية ومعرفية لخدمة الباحثين وطلاب العلم، وتنشيط حركة الترجمة للتراث العربي والنتاج الفكري والأدبي إلى كافة اللغات، كما نجحت في أن تستوعب آفاق الترجمة في مجالات العلوم الإنسانية والتجريبية على حد سواء. وكشف الأمين العام للجائزة، بمناسبة حفل إعلان أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها السادسة، والذي سيقام غدا السبت برعاية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، نائب وزير الخارجية رئيس مجلس أمناء الجائزة، أن الأعمال المرشحة خلال الدورة السادسة امتازت بالتنوع في الموضوعات، سواء الإنسانية منها أو الطبيعية، وبجودة الترجمة في العموم.
وأكد أن إجراءات تقييمها تمت وفق جملة من المعايير والضوابط الدقيقة: كالأصالة، وجودة الترجمة، ودقة استخدام المصطلحات العلمية، والقيمة العلمية، واحترام حقوق الملكية الفكرية، وذلك عبر ثلاث مراحل تحكيمية؛ للتأكد من التزام جميع الأعمال المرشحة بهذه المعايير والضوابط العلمية التي اعتمدتها الجائزة، وبما يحقق أهداف الجائزة في نقل المعرفة وتفعيل أسس التعاون العلمي والتواصل الحضاري بين الثقافات والحضارات الإنسانية، وبما يتناسب مع مكانة الجائزة.
وعبر الدكتور السعيد عن شكره وتقديره لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة على الإمكانات الكبيرة التي وفرتها، بما يتفق مع مكانة الجائزة والأهداف المنوطة بها، مشيراً إلى المتابعة المستمرة من الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، عضو مجلس إدارة المكتبة، رئيس مجلس أمناء الجائزة، ومن مستشار خادم الحرمين الشريفين، المشرف العام على المكتبة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، لجميع أعمال الجائزة، وحرصهما على الوصول إلى أعلى معايير الجودة في جميع أمورها التنظيمية وإجراءات تقييم الأعمال المرشحة لها.
كما أشاد بالاهتمام الكبير الذي تحظى به الجائزة من المثقفين والمفكرين، ومن المؤسسات العلمية والثقافية والفكرية الحكومية والأهلية في أنحاء العالم، بما يجسد تقديراً مستحقاً لجهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإنسانية، وتبنيها الكثير من البرامج والمشروعات التي تحقق هذا الهدف النبيل، كما يعكس تقدير المجتمع الدولي لمبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في ترسيخ آليات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وأشار الدكتور السعيد إلى أن الجائزة كشفت عن ضعف واضح في حركة الترجمة في مجال العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، وهو ما يتطلب ضرورة البحث عن وسائل لعلاج هذا القصور، والعمل على زيادة النتاج المعرفي والعلمي العربي، بما في ذلك زيادة الاهتمام بالبحث العلمي، وتبني مشروعات مؤسسية لترجمة العلوم الحديثة.
وختم أمين عام جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة حديثه معرباً عن أمله في أن يشجع هذا الزخم الذي أحدثته الجائزة في إنشاء مشروع متكامل لترجمة الأعمال الأصلية في الثقافة العربية إلى كل اللغات العالمية، وكذلك ترجمة أهم الإصدارات الحديثة في العلوم الطبيعية إلى اللغة العربية، وبحث إمكانية إنشاء مرصد للترجمة لتحديد توجهاتها وترتيب أولوياتها بما يخدم برامج التنمية في البلدان العربية.