في الوقت الذي تقلت فيه وكالات أنباء عن شهود عيان أن سودانياً رشق الرئيس عمر البشير بحذائه في مؤتمر انعقد اليوم الاثنين بالعاصمة السودانية الخرطوم، تضاربت الأنباء الصادرة عن الخرطوم وتراوحت بين نفي الرواية جملة وتفصيلاً والإشارة إلى أن مواطناً يعاني مرضاً نفسياً حاول اختراق الترتيبات الأمنية، فيما نسب لرجال الأمن قولهم إنهم أوقفوا رجلاً كان يحمل مغلفاً أراد توصيله للبشير. وقالت وكالات أنباء، نقلاً عن شهود إن الرجل قد رشق الرئيس السوداني، فيما سارع نحو عشرة من أفراد الحرس الرئاسي بإلقاء القبض على الرجل على الرغم من أن الحذاء لم يصب البشير. وأوضح شهود رفضوا الكشف عن هوياتهم أن الرجل البالغ من العمر نحو خمسين عاماً، خلع حذاءه وألقاه على الرئيس البشير، بينما كان الأخير في باحة "قاعة الصداقة" بمركز المؤتمرات في وسط العاصمة السودانية. وتعرض عدة مسؤولين للرشق بالأحذية، في أسلوب للتعبير عن الإهانة، ابتدعه الصحفي العراقي منتظر الزيدي، الذي أقدم في 14 يناير عام 2008، على رمي الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بفردتي حذائه، بينما كان بوش يعقد مؤتمراً صحافياً في بغداد. والبشير الذي تسلم السلطة في يونيو عام 1989 إثر انقلاب عسكري، صدرت في حقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة "ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور بغرب البلاد." وقال شهود إن رجال الأمن السودانيين اقتادوا الرجل الذي "بدا هادئا" أثناء القبض عليه، غير أن الرئاسة السودانية قالت إن الرجل أراد إعطاء الرئيس مغلفاً يحوي مذكرة مكتوبة. في هذه الأثناء نقلت وكالة السودان للأنباء الرسمية أن المواطن عادل محمد فتح الرحمن محجوب، الذي حاول اختراق الترتيبات الأمنية أثناء انعقاد الدورة الأولى لعام 2010م للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي بقاعة الصداقة بالخرطوم اليوم أثناء حضور رئيس الجمهورية يتلقى العلاج النفسي حالياً، وأنه سيتم تسليمه إلى ذويه بعد اكتمال علاجه . وقلت الوكالة الرسمية إن المواطن يعاني مرض الشرود الذهني المزمن (الذهان) الذي يسبب الاضطرابات النفسية، وأنه عاود العيادة آخر مرة في 18 يناير الجاري، وبحسب وصف الطبيب المعالج فإن المريض تأخر خلال الفترة الأخيرة عن تلقي العلاج الذي وصف له، ما أدى لعدم استقرار حالته النفسية. وبحسب المعلومات التي نقلتها وكالة السودان للأنباء، فإن المواطن المذكور يعاني عقدة الظلم الاجتماعي من البشر، وإن كان ليس لديه أي انتماء سياسي أو اجتماعي ويشغل عدداً من أقربائه مناصب حكومية. وقام المواطن المذكور بكتابة مظلمة بخط يده وحاول تسليمها لرئيس الجمهورية أثناء انعقاد الدورة الأولى لعام 2010م للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي بقاعة الصداقة إلا أن حرس الرئيس اعترضه باعتبار أنه اختار المكان والزمان غير المناسبين، ما أخرجه عن طوره فبدأ في قذف حذائه على الحضور لكنه لم يكن يحمل سلاحاً وكان بعيداً نسبياً عن المنصة.ِ