تمسكت صحيفة "الجريدة" الكويتية، اليوم الجمعة، بصحة التصريحات التي نسبتها للمرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في مصر مهدي عاكف، مشيرةً إلى أن الصحيفة ليست لها أي مصلحةٍ في تلفيق تصريحات غير صحيحة. جاء ذلك عقب نفي مهدي عاكف، إجراء حوارٍ مع الصحيفة "جملةً وتفصيلاً". وكانت تصريحات عاكف حول عزل نحو 3500 مستشارٍ وقاضٍ في مصر، واتهامه الإعلام والقضاء بالفساد، قد أثارت ردود أفعالٍ مستهجنةٍ في مصر.
وحسب موقع "بوابة الأهرام"، أبدت الصحيفة اندهاشها من نفي عاكف إجراء حوارٍ مع الجريدة "جملةً وتفصيلاً"، مؤكدة أن الصحيفة اضطرت إلى حذف بعض التصريحات للمرشد العام السابق حرصاً منها على المصلحة الوطنية ومراعاة للأجواء السياسية الملتهبة في مصر، حسبما قالته. ونشرت "بوابة الأهرام" بيان الصحيفة الكويتية، اليوم الجمعة، وجاء فيه:
تابعت "الجريدة" ردود الأفعال الهائلة على حوارها المنشور الثلاثاء الماضي مع المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمون محمد مهدي عاكف، حيث اهتم عديدٌ من الصحف والمواقع الإلكترونية والفضائيات المصرية والعربية بنقلها، واستقبلتها الدوائر الإعلامية بالدهشة والصدمة، نظراً لأنها تأتي في وقت تزداد فيه نبرة الغضب الشعبي ضد حكم الرئيس محمد مرسي. وعبَّر عددٌ من القضاة عن استيائهم من تصريحات عاكف، التي تأتي متواكبةً مع إعداد اللجنة القانونية للحزب الحاكم "الحرية والعدالة" مشروع قانونٍ للسلطة القضائية، يتضمن خفض سن تقاعد القضاة، ما سيؤدي إلى خروج عددٍ كبيرٍ منهم، ويؤكد صدق تصريحات عاكف ل "الجريدة"، التي قال فيها: "فيه 3500 قاضٍ (هيتفوروا) قريباً"، بينما هدّد نشطاء وشخصيات عامة بمقاضاة عاكف، في حال ثبوت صحة تصريحاته.
وتعرب "الجريدة" عن اندهاشها من نفي عاكف، في تصريحاتٍ تلفزيونية، أمس الأول، للحوار جملة وتفصيلاً، وهو ما نتحداه، بنشر التسجيل الصوتي الكامل للتصريحات على موقع يوتيوب "الجريدة" http://www.youtube.com/watch?v=VDnj3H22ymA، مؤكدين عدة حقائق دامغة: أولاً: إن "الجريدة" تحفظت عن نشر كثير من التفاصيل التي انزلق إليها المرشد العام السابق، حرصاً منها ومراعاة للأجواء السياسية الملتهبة في مصر، والتي يضيع فيها الحق دائماً وسط دوامات الضجيج.
ثانياً: راعت "الجريدة" الظروف الصحية للمرشد السابق، وعملت على تخفيف اللهجة إلى أبعد حد، لكنها لا تملك حيال نفيه إلا أن تقدم الدليل الصوتي الدامغ، الذي لا يطوله الشك، على أن ما نُشر هو أقل القليل مما قيل.
ثالثاً: أجرى الحوار الزميل عمرو حسني، في مكتب المرشد السابق بمقر مكتب الإرشاد في ضاحية المقطم، ظهر الأحد الموافق 31 مارس الماضي، وليس من مصلحة "الجريدة"، ولا من عادتها أن تنسب إلى أي مصدر، مهما كان انتماؤه، تصريحات لم يدل بها.
وبناءً على ما سبق، تتحدّى "الجريدة" نفي المرشد العام السابق بنشر بعض الأجزاء المحذوفة من الحوار، حيث قال عاكف إن "الولاياتالمتحدة قدّمت، عبر وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، 10 ملايين دولار للمصريين، لكي يصوتوا على الدستور الأخير ب (لا)، لكن المصريين رغم ذلك صوّتوا ب (نعم)".
وذكر المرشد السابق، رداً على سؤال "الجريدة" بشأن الإعلامي باسم يوسف، المتهم من قبل النيابة العامة بازدراء الإسلام وإهانة الرئيس: "باسم دا عابث، اتفرجت عليه مرة واحدة، عابث، وطوِّل لسانه على أسياده".
وعن الاتهامات الموجهة إلى المرشد العام الحالي د. محمد بديع، بأنه هو الذي يحكم مصر، قال عاكف: "هو المرشد فاضي لك، الإخوان في 80 دولة، ومرسي مش مالي عينكم؟".
واتهم في التسجيل الصوتي، الذي تحتفظ "الجريدة" بنصه كاملاً، وسائل الإعلام والقضاء، بالفساد، لافتاً إلى أنه سيتم "(تفوير- عزل) 3500 قاض، لأنهم تجاوزوا سن الستين، وذلك سيكون أول قرارٍ يتخذ من البرلمان المقبل"، الذي توقع المرشد العام السابق أن يحصد "الإخوان" أغلبيته.