احتجزت السيول التي جرت أول أمس في وادي رمى جنوب شرق محافظة الحجرة بمنطقة الباحة، عدداً من المواطنين وحالت الوصلة الترابية التي تربط قرى حبس الحوائل بالطريق العام، دون وصول المواطنين لمنازلهم، وكان من بين المحتجزين عدد من الطلاب والطالبات الذين انتظروا لأكثر من ساعتين حتى خف جريان السيول، وأوصلت سيارات الجيوب ذات الدفع الرباعي الطالبات إلى البيوت، بينما ذهب الطلاب سيراً على أقدامهم وعبروا السيل حتى وصلوا إلى منازلهم. وتشكّل هذه الوصلة التي تفصل قرى حبس الحوائل عن الطريق العام ولا يتجاوز طولها 400 متر خطراً على المواطنين الذين طالبوا وزارة النقل بالباحة وبلدية الحجرة بسرعة التحرك لعمل كبري لهذه الوصلة لتجنيب المواطنين خطر السيول.
من جهة ثانية، رصدت "سبق" وضع طريق وادي رمى بعد السيول، الذي يشتكي الأهالي من التقصير في تنفيذه، إذ قالوا: "منذ أن بدأ مشروع طريق وادي رمى ونحن في مطالبات بائسة وشكاوى لم تجد آذانا صاغية في وزارة النقل بالباحة، فالمشروع كالمجهول لا لوحات تفيد باسم الشركة المنفذة أو بياناته أو تاريخ البدء ونهايته، فضلاً عن تكاليفه، وعبارات السيول أثارت استياءنا من سوء وضعها، فحجمها صغير لا تسمح بعبور المياه الكثيرة والأحجار والأشجار، ووضعت بطريقة بدائية، كشفت السيول عنها في أول اختبار لها، فردمت بعضها ودمرت وجرفت أخرى".
وأضافوا: "آلية الطريق في عبور تجمعات السيول ومنحدرات الشعاب عشوائية ورديئة، فالطريق يمر في مجرى السيول الكبيرة في ثلاثة أماكن خطرة وهي: قرى حشيف، وشعابة العقبة، وقُريْعَة، ومع ذلك لم تأبه الشركة المنفذة ومهندسو الطريق لهذه الخطورة ومضوا به متجاهلين خطر السيل وشدته وقوة اندفاعه".
وتابعوا: "ومن سوء تنفيذ مشروع الطريق، الذي لا يزال العمل فيه جارياً إلى تاريخ غير معلوم للأهالي، عدم وجود عبارات كبيرة ينفذ منها السيل دون أن يعبر الأسفلت، وتصريفات المياه التي بعضها وضعت بشكل لا يقاوم السيول والأمطار الغزيرة أو وضعت على ردميات ترابية تنهار مع الأمطار الخفيفة".
وبيّن الأهالي أن الدفاع المدني بالحجرة فاجأهم حين أكد لهم أن سيارات الإطفاء لا تستطيع صعود طريق الجبل بوادي رمى نظراً لخطورته وشدة منعطفاته ومنحدراته، وكذلك الحال بالنسبة للشاحنات ووايتات المياه الكبيرة التي يتجه أصحابها لسلوك طريق الوادي الوعر.
وكان الأهالي قد طالبوا وزارة النقل بتحويل طريق الجبل إلى الوادي بمحاذاة طرف الوادي الشمالي وتجنيب المارة خطر المنحدرات والمنعطفات التي أودت قبل فترة بحياة سائق سيارة نقل معلمات وتسببت في إصابات كبيرة بإحداهن، وقالوا: الدفاع المدني يحذر من خطورة الطريق ورجال المرور أكدوا لنا خطورته، فلماذا لا تصدق وزارة النقل هذه الجهات الحكومية وتشرع في عمل طريق بديل يمر في بطن الوادي بمحاذاة الجبل؟
من جهة أخرى، حاصرت السيول بئر الأمير متعب بحبس الحوائل بوادي رمى وأحاطت بها وعرّت المواسير المتجهة لخزان المياه الذي يغذي خمسة عشر قرية، وطالب الأهالي وزارة المياه بعمل حواجز خرسانية ومصدات تحمي بئر المياه الوحيدة المغذية لخزان شبكة المياه.