ناشد أحد مواطني محافظة رنية بإنقاذ حياته من الخطر من جرّاء وجود مولدات شركة كهرباء رنية بالقرب من منزله وبمسافة لا تبعد سوى 200 متر. وقال المواطن ثواب بن مناحي السبيعي في عدة شكاوى بعثها للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرّمة, ولرئيس الأرصاد وحماية البيئة وأخرى لديوان المراقبة العامة، وللرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء المهندس علي البراك، وحصلت "سبق" على نسخة منها، قال في ثناياها: "أستغيث بإنقاذي من الاختناق الدائم لي ولأبنائي في منزلنا الواقع شرق شركة كهرباء رنية، والذي لا يبعد عن مولدات الشركة سوى 200 متر تقريباً، والتي تشكّل الجهة الشرقية من المحطة، والتي تحظى بنسبة كبيرة لعوادم المولدات التي تنفث سمومها باتجاه منزلي على مدار الساعة دون توقف".
وأضاف: "أصبحت أصوات المولدات القريبة من منزلي تُسبّب الضغط النفسي لأطفالي، وتقلقنا في نومنا من جرّاء ما يصدر عنها من ضوضاء وإزعاج، إضافة إلى الأدخنة التي تصدر منها في أوقات الذروة، مبيّناً أنهم مُجبرون على تنفس السموم وقبول العذاب".
وأشار السبيعي إلى أن أصوات المولدات مُرتفع جداً ولا يوجد بها كواتم صوتية، وعوادم دخانها لا تتجاوز سقف المولد ما يزيد من خطورة انبعاث السموم وتراكمها في البيئة القريبة منها، مؤكداً أن القلق أصبح يُحيط بهم من كونها أشبه بالقنابل الموقوتة بعد أن قامت الشركة ببناء خزانات كبيرة لتغذية المولدات بالبترول في موقعٍ قريب من المولدات ما يُنذر بخطرٍ في حالة الحرائق لا قدّر الله.
وأوضح المواطن في شكواه أنه اكتشف أن أدخنة تلك المولدات وُجِدت في ملابس أطفاله وأغراضه داخل المنزل وهي عبارة عن بُقع سوداء تدل على تلوث المكان المُحيط به، مُرجعاً ذلك إلى ضعف جودة المولدات وعدم قدرتها في تحمّل ضغط العمل، ما قد ينتج عنه انفجارات مُدوية وأدخنة وروائح كريهة وأخطار تُحيط به.
وقال السبيعي إن الشركة اتجهت إلى تركيب 70 ماكينة مولّدات جديدة خارج حدود شبك الشركة، ما ضاعف معاناته ورفع من حجم الخطر عليه.
وأرفق السبيعي في شكواه خبراً نُشر في جريدة الوطن "عدد 3880 وتاريخ 13 /6 / 1432", والذي اتّهم فيه ديوان المراقبة العامة بكون الشركة السعودية للكهرباء بإلحاق الضرر بالإنسان مع استمرار تسبّب بعض محطات توليد الكهرباء ومحطات تحلية المياه في تلويث البيئة والإضرار بالصحة العامة، إلا أن الأخيرة بررت ذلك على لسان المهندس علي البراك ونقلاً عن صحيفة الوطن بقول البراك إن محطات شركة الكهرباء تبعد عن السكان مئات الكيلو مترات.
وأرفق كذلك خبراً نُشر في جريدة المدينة بتاريخ "12 /11 / 2010"، عندما تعرّض أحد مُعلمي مدارس رنية الساكنين في إحدى الشقق المفروشة والقريبة من الموقع إلى اختناق أثناء نومه بسبب الدخان المنبعث من عوادم المولدات.
وحصلت "سبق" على صورة من خطاب رئيس بلدية رنية راجح البقمي مُوجهاً لمحافظ رنية قال فيه: "بشأن تظلّم المواطن من شركة الكهرباء بنقل المولدات من الجهة الغربية للشركة إلى الجهة الشرقية بجوار منزله وتضرره من أصوات وأدخنة المولدات، حيث إن هذه الأرض ليست تابعة للشركة وهي خارجة عن حدود الأرض المملوكة لهم بالصك رقم "21" في 28 / 5 / 1404ه، يُطلب توقيف العمل في هذه الأرض حتى يتم خروج لجنة مُشكّلة من البلدية والجهات المختصة لتطبيق الصك ورفع الضرر عنه"، مُضيفاً: "نأمل إيقاف العمل في هذا الموقع وتكليف المقاول لمراجعتنا لعدم وجود تراخيص من قِبلنا".
من جانب آخر قال مصدر في شركة الكهرباء: إن مولدات الكهرباء في محافظة رنية وُجِدتْ في هذا الموقع قبل المباني السكانية والمنازل التي حولها الآن فقد كانت منازل السكان بعيدة عن موقع المولدات الحالي ومع التوسع العمراني وظهور أحياء جديدة أصبح موقع المولدات تحيط بها الأحياء، مؤكداً أن هناك نية للاستغناء عن المولدات الكهربائية من خلال الربط مع المحطة الجديدة التي ستُنشأ في الخرمة.