أنقذت العناية الإلهية، ثم التدخُّل الجراحي من الطاقم الطبي والتمريضي بمستشفى الملك فيصل بمكة المكرّمة "الششة"، حياة معتمرة إندونيسية (61 عاماً)، كانت تشكو من قيءٍ مستمرٍ لأكثر من شهر، نتيجة انغلاقٍ معدي اثني عشري "دخول المعدة وتكوّرها في الاثنى عشر"، ما سبّب لها جفافاً شديداً وهزالاً وكانت حياتها مهدّدةً بالخطر والوفاة. وتعد هذه الحالة المرضية من الحالات النادرة حدوثها عالمياً، حيث لم يسجل في تاريخ تخصُّص الجراحة العامة لمهنة الطب العالمية سوى أربع حالات فقط. وحضرت المريضة لقسم الطوارئ بمستشفى الملك فيصل بالعاصمة المقدسة، وكانت حالتها سيئة جداً وفي حالة قيءٍ مستمرٍ، حالما تتناول الأكل أو العصيرات أو المياه، وأكّدت في أثناء الكشف عليها أنها تعاني منذ شهر هذه الأعراض، ما تسبّب في دخولها مرحلة الجفاف والهزال الرعشي، وعلى الفور أُجريت الأشعة والتحاليل اللازمة، وأتضح أن هناك حالة انغلاقٍ معدي اثنى عشري، وهو "دخول المعدة بالاثني عشر"، وعدم قيامها بعمليات الهضم والامتصاص، ما يجعل حالة القيء مستمرة.
وشكل فريق طبي جراحي لإجراء العملية الاستكشافية والتعامل مع الحالة طبياً، وأدخلت المريضة غرفة العمليات، وباشر الطاقم الطبي والتمريضي المشرف علي العملية، والمكوّن من "الدكتور أحمد فادن استشاري جراحة عامة، والدكتور مطلق المالكي، والدكتورة كاملة زين العابدين، والدكتورة أنعام الحبيب"، وخلال ساعتين ونصف من بداية العملية النادرة وُجد ورمٌ بالمعدة وهو سبب دخول المعدة للاثنى عشر.
واستؤصل ثلث المعدة المصابة بالورم، وإرجاع المعدة وتوصيلها بالأمعاء، وبعد خمسة أيامٍ من العملية وإعطاء السوائل استقرت الحالة، وبعد مُضي 10 أيام خرجت المريضة من المستشفى، وحالتها مستقرة.
وقدمت المريضة الشكر والثناء لحكومة خادم الحرمين الشريفين، ووزارة الصحة، على ما وجدته من رعايةٍ طبيةٍ أسهمت في إنقاذ حياتها. وأوضح مدير المستشفى الدكتور أحمد فادن: "أن التدخل الجراحي السريع لهذه الحالة أسهم في إنقاذ حياة المريضة وقبل حدوث غرغرينا وتسمّم بالجسم، مؤكداً أن الطاقم الطبي والتمريضي بالمستشفى يسعى جاهداً لتقديم أفضل وأرقى الخدمات الطبية والتمريضية لخدمة أهالي العاصمة المقدسة، والمعتمرين والزوّار، وهذا ما تقوم عليه وزارة الصحة".