فيما لا تزال الفتاة السعودية "نورة" التي تعاني تقوّس عظامها، وتعيش في خطر؛ نتيجة قرب العظام من القلب، تواصل مراحل علاجها في مستشفى ويلينجتون في لندن، منذ أكثر من 20 يوماً بعد أن تكفل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بجميع تكاليف نقلها من السعودية وعلاجها في لندن ومصروفات مرافقيها، تفاعلاً مع مناشدة أسرتها التي نشرتها "سبق" في شهر شعبان الماضي، أوضحت أخيراً، وزارة الشؤون الاجتماعية أمس موقفها "المالي" من حالة الفتاة "نورة"، مستعرضةً ما يقدم لها من إعانات مالية شهرية وسنوية، رغم أن الفتاة وأسرتها لم يناشدوا بدعم مالي، ولم يتحدثوا عن إعانات سواء في خبر المناشدة الأول، أو تقرير تفاعل الشيخ محمد بن زايد. تقول وزارة الشؤون الاجتماعية في توضيحها الذي وصل بعد 20 يوماً من نشر تفاعل الشيخ محمد بن زايد مع الحالة، ونقل الفتاة إلى لندن للعلاج على نفقته: إن الفتاة يصرف لها من الوزارة مبلغ شهري قدره 862 ريالاً وإعانة سنوية قدرها 20 ألف ريال، بالإضافة للمساعدات المقطوعة. وتنفي الوزارة أيضاً اتصالها بالأسرة والوعد بالمساعدة، مشيرة إلى أن هذا الأمر مخالف للواقع باعتبار ما يقدم من مساعدات قبل نشر الخبر. وفيما تنشر "سبق" نص خطاب وزارة الشؤون الاجتماعية، تنشر أيضاً رد المحرر على هذا التوضيح: سعادة رئيس تحرير صحيفة سبق سلمه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إشارة إلى الخبر المنشور في صحيفتكم الصادرة يوم الأحد الموافق 30/ 4/ 1434ه تحت عنوان (تفاعلاً مع "سبق".. محمد بن زايد يتكلف بعلاج نورة ضحية التقوس في مستشفيات لندن). أود إحاطة سعادتكم بأن المواطنة الكريمة المذكورة في الخبر تعاني من تخلف عقلي شديد مع شلل رباعي بناء على تقاريرها الطبية، وهي مستفيدة مما تقدمة وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث يصرف لها معاش شهري من مكتب الضمان الاجتماعي بمحافظة الزلفي مبلغ وقدره شهرياً (862) ريالاً، وإعانة سنوية من مركز التأهيل الشامل مبلغ وقدرة (20000ريال)، كما أن المواطنة الكريمة مستفيدة من برنامج المساعدات المقطوعة؛ فقد صرف لها مساعدة مقطوعة مبلغ وقدره (10400 ريال) بتاريخ 10/ 9/ 1433ه. ومما سبق يتضح لسعادتكم أن المواطنة الكريمة مخدومة من الوزارة بما يتناسب مع وضعها، وأما ما ذكر عن اتصال وزارة الشؤون الاجتماعية بالأسرة والوعد بالمساعدة فغير صحيح، ومخالف للواقع باعتبار ما يقدم من مساعدات قبل نشر الخبر. لذا آمل من سعادتكم وبما عرف عنكم توخي الدقة فيما ينشر عن مثل هذه الحالات وتوضيح ذلك لصاحب العلاقة وللقراء الأعزاء. وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري مدير عام العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي والناطق الرسمي خالد بن دخيل الله الثبيتي رد المحرر: إذ تشكر "سبق" لوزارة الشؤون الاجتماعية، تواصلها حول حالة الفتاة نورة، ولو كان متأخراً، الآن إنها تستغرب، التباس الأمر على الوزارة، وادعائها بأن أسرة الفتاة قالت بأن الوزارة في الاتصال وعدتها بالمساعدة، رغم أن ما نشر بهذا الخصوص كان باللون الأحمر وفيه ما نصه (وعن تفاعل الجهات الحكومية في السعودية مع الحالة قال شقيق الفتاة: "بعد نشر الحالة تلقيت اتصالاً من وزارة الشؤون الاجتماعية، وتم الاستفسار عما يصرف للحالة من ضمان ومساعدات، ووعدوا بالاتصال لاحقاً، ولم يأتِ اتصالٌ حتى اليوم")! ومما ذُكر يتضح أن الأسرة لم تنكر المساعدات والضمان، ولم تستجديها في التقارير السابقة، ولكنها كانت تنتظر علاج الفتاة التي تبين بأن ما حدث لها من مضاعفات، كان نتيجة إهمال علاجها الطبيعي المفترض أن يقدم لها في مركز التأهيل الشامل بالمجمعة والتابع للوزارة نفسها-حسب حديث الأطباء لوالدها- وبدلاً من أن تحقق الوزارة بعد التقرير الأول، في مسببات تدهور حالة الفتاة داخل مركز التأهيل، اتجهت بعد التقرير الثاني والتفاعل مع حالة الفتاة، إلى استعراض مبالغ مالية تصرف لها وتكذيب الاتصال بأسرة الفتاة، وهو الاتصال الذي لا زال يؤكده والد الفتاة وشقيقها، والذين استغربوا أمس نفي الوزارة للاتصال بهم مؤكدين تلقيهم الاتصال ووعد ببحث الحالة والرد عليهم دون معاودة الاتصال حتى اليوم، مشددين في الوقت نفسه على أن نورة تعرضت للإهمال داخل مركز التأهيل الشامل؛ مما دفع الأسرة لإخراجها من المركز بعد نصيحة من إحدى الموظفات بالمركز. أخيراً.. تجدد "سبق" شكرها للشيخ محمد بن زايد، على تفاعله الإنساني وتكفله بعلاج الفتاة في الخارج، بعد نشر مناشدتها في "سبق"، وهو التفاعل الذي جاء بصمت، ولم تعلم عنه "سبق" إلا عن طريق ذوي الفتاة بعد سفرها، رغبةً منهم في شكر الشيخ على موقفه الخيري والإنساني، وشكر "سبق" التي أبرزت الحالة وأسهمت بتوفيق الله في بدء مراحل علاج نورة.