تُوفّي معلِّم بمدرسة أبي عبيدة عامر بن الجراح المتوسطة، التابعة للحرس الوطني بجدة، اليوم أمام طلاب ومعلمي المدرسة، إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة. وعلمت "سبق" من مصادرها أن المُعلّم عبدالله السرحاني (56 عاماً) عانى أعراضاً ألمّت به داخل المدرسة، وتحديداً في تمام الساعة 6:50 صباحاً، ولم تُمهله حتى سقط بين طلابه وزملائه المعلمين، بعد توقف الدورة الدموية لديه. وقد سارع المعلمون بنقله إلى مستوصف قريب من المدرسة، إلا أنه كان قد فارق الحياة. وحضر المدير العام لتعليم جدة عبدالله الثقفي الصلاة على المعلم بجامع الفيصلية، وقدم واجب العزاء لأسرته وذويه. وقال مدير المدرسة فهد البقمي: "مُصابنا جلل، وفقيدنا فعلاً رحل من بين أيدينا ومن أمامنا، في موقفٍ من الصعب نسيانه، وتأثر به الطلاب والمعلمون، بل إن بعض الطلاب دخلوا في نوبة بكاء على معلمهم، وغادروا المدرسة لا شعورياً من هول الصدمة". وأضاف "لكن لا اعتراض على أقدار الله، وهذه سُنّة الحياة، ويشهد الله أنه لن يُمحى من قُلوبنا؛ هو ليس فقيدنا نحن المُعلمين فقط بل الطلاب وكذلك أولياء الأمور، بل طلابه قبل أعوام ومُحِبيه؛ لقد خدم 32 عاماً في مدارس الحرس الوطني". ولفت إلى أن "فقيدنا عبدالله لم يكن يشعر بأي أعراض في السابق، وإنما قضاء الله حلّ اليوم به دون سابق إنذار، ومن يعرفه سيشعر بفقدانه، وما يُخلّفه من فراغ يصعب تجاهله". وأتبع "البقمي": "كُنا نُسميه والد الجميع، ليس لكبر سنه فحسب، بل لكونه عُرف بين الطلاب وبين المعلمين بالأب الروحي؛ لا يُحب المشاكل الطلابية، ويحرص على إيجاد الحلول لها، وكان دائماً ما نجده مُبتسماً ومُثابراً ومتُميّزاً في أداء رسالته التعليمية، وكان ماهراً في عمله وحاملاً لدرجة الماجستير في تخصُّص التاريخ". وتذكّر "البقمي" كلمةً شهيرةً، كان قد قالها المُعلّم في حفل تكريم أحد زملائه المتقاعدين عندما قال: "لن أعمل مثلما عمل الأستاذ عبدالله الهندي، ولكن سأخدم التعليم حتى آخر يومٍ في حياتي".