أغلقت الهيئة العامة للسياحة والآثار في مكةالمكرمة نحو 26 مرفق إيواء غير مرخصة؛ من شأنها أن تؤثر في أمن وسلامة النزلاء. وكشف مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد خلف المطرفي أن دوريات الأمن والسلامة التابعة لإدارته تقوم بجولات ميدانية يومية، بمعدل 300 زيارة شهرية، لمختلف مرافق الإيواء بالعاصمة المقدسة؛ للوقوف على مدى جاهزيتها وتطبيقها لاشتراطات السلامة اللازمة.
واعتبر أن من أبرز المخالفات التي تم ضبطها: إسكان المعتمرين والزوار في منشآت غير مرخصة من قبل الدفاع المدني، أو لا تتوافر بها اشتراطات السلامة المطلوبة "كمخارج الطوارئ، وشبكات الإنذار أوالإطفاء"، أو إضافة أدوار إضافية مخالفة.
وقال "المطرفي" إن ارتكاب مثل هذه المخالفات يستوجب إخلاء المنشأة، ونقل المعتمرين الذين يسكنون بها إلى منشآت أخرى مرخصة من قِبل الدفاع المدني.
ولفت إلى مشاركة الجهات الحكومية المعنية، ممثلة في وزارة الحج والأمانة والشرطة والسياحة وشركة الكهرباء، تحت إشراف مقام إمارة منطقة مكةالمكرمة، في الحملة.
وقال "المطرفي" إن المنشآت المخالفة يتم تغريمها في المخالفات الأولى، ثم إغلاقها وفصل الخدمات عنها في حال عدم الاستجابة للملاحظات التي سجلتها إدارته، أو في ظل وجود خطورة من إبقاء المعتمرين أو زوار فيها.
وأضاف بأن إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة تطبق نظاماً إلكترونياً متكاملاً لمراقبة وسائل السلامة بالمنشآت، يشمل إصدار التراخيص لجميع المنشآت التي تخضع للإشراف الوقائي، وكذلك نظام المراقبة لهذه المنشآت بعد إصدار التراخيص، وضمان إجراءات الصيانة الدورية بها، وإنزال جميع منشآت إسكان الحجاج على برنامج المصورات الجوية الخاص بالدفاع المدني؛ لسرعة مباشرة أي حوادث قد تقع بها لا قدر الله، وتزويد عمليات الدفاع المدني بالمعلومات كافة، من حيث الطاقة الاستيعابية وأقصر الطرق الموصلة للمنشأة ومنافذ الدخول إليها في حالات الطوارئ.
وقال "المطرفي" إن عدد المنشآت المرخصة من قِبل مدني العاصمة المقدسة حتى الآن بلغ 1222 فندقاً و137 شقة مفروشة و1200 مبنى لإسكان الحجاج.
وأفاد الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة، المقدم عبدالمحسن الميمان، بأن هناك حالات فردية لا تطبق نظام "شموس"؛ بسبب تعطل النظام أو أنه غير مفعّل من قِبل بعض المنشآت، وأضاف بأن هذه الحالات تستوجب محاسبتهم وفقاً للأنظمة والتعليمات.
ولفت إلى أن نظام "شموس" إلزامي لقطاع الإيواء، كالفنادق والشقق المفروشة والاستراحات ومكاتب تأجير السيارات ومكاتب العقار وغيرها، ومتابَع من قِبل إدارة التحريات والبحث الجنائي في الشُّرط.
وشدد "الميمان" على أن "شموس" يهدف إلى حفظ الأمن في السعودية، بتناقل بيانات المتعاملين مع القطاع الخاص من المواطنين والمقيمين إلى الجهات المستفيدة من القطاعات الأمنية والحكومية، باستخدام أنظمة إلكترونية آمنة عالية التقنية، تفيد في ضبط الأشخاص المطلوبين أمنياً أو المخالفين لأنظمة الإقامة، أو ممن يحملون هويات مزورة، إضافة إلى معرفة أعداد النزلاء وأماكن وجودهم وأوقات مغادرتهم.
وأكد نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة لشؤون العمرة، المهندس عبدالله قاضي، أن عدد مرافق الإيواء المشغلة التي لا تمتلك ترخيصاً من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتمارس نشاط الإيواء، خاصة في المنطقة المركزية، يصل إلى مئات المنشآت، وتقوم بإيواء المعتمرين، سواء القادمون عن طريق شركات العمرة من خارج السعودية أو المعتمرون المقيمون داخل السعودية، أو المعتمرون السعوديون.
وشدّد "قاضي" على ضرورة محاسبة المستثمرين الذين يمارسون نشاط الإيواء دون ترخيص، ومخالفتهم ومساءلتهم بحسب لائحة الجزاءات. أما مرافق الإيواء التي من شأنها الإضرار بأمن وسلامة المعتمرين فيجب إغلاقها فوراً حفاظاً على سلامتهم.
وقال "قاضي" إن بعض مرافق الإيواء التي لم تجدد بعض تراخيصها كان جديراً ب"السياحة" توقيع غرامات عليها، بحسب اللائحة، وعدم إغلاقها؛ حتى لا يكون المعتمر ضحية للاشتراطات الداخلية.
وأضاف بأن جميع الأجهزة المعنية في السعودية تسخّر جهودها وطاقاتها لتقديم أفضل الخدمات للزوار والمعتمرين وقاصدي مكةالمكرمة.
وأكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمكةالمكرمة عبدالله السواط أن تطوير صناعة الضيافة والإيواء لا يمكن تطبيقها إلا إذا كانت مرافق الإيواء بخدماتها تحقق أمن وسلامة وطموح النزلاء؛ وعلى ذلك قامت الهيئة بوضع معايير لترخيص وتصنيف المرافق، بحيث تضمن رفع مستوى الخدمات الأساسية وجودتها، خاصة فيما يتعلق بالسلامة والأمن، وذلك وفقاً لمعايير التصنيف التي اعتمدتها الهيئة العامة للسياحة الآثار بناء على معايير عالمية متخصصة.
ورأى "السواط" أن إغلاق 26 مرفق إيواء لن يؤثر في الطاقة الاستيعابية الشهرية لمرافق الإيواء بمكةالمكرمة، التي تتجاوز مليوناً ونصف المليون نزيل، من خلال 644 مرفق إيواء مرخصاً، بها أكثر من 123 ألفاً و500 غرفة، وتعمل على تحقيق الجودة التي تهدف إلى إبراز جهود السعودية في الارتقاء بالخدمات المقدمة للزوار والمعتمرين. وأضاف "السواط" بأن هناك عدداً كبيراً من المشاريع العملاقة والمباني الكبيرة المتوقع دخولها لتنافس سوق الفندقة هذا العام، ومتوقع أن تضيف أكثر من 20 ألف غرفة فندقية جديدة.
وتابع بأن هذا يعني زيادة كبيرة في الطاقة الاستيعابية لمرافق الإيواء بمكةالمكرمة؛ الأمر الذي سينعكس على العامين القادمين إلى السوق؛ ليظل مقدم الخدمات الأفضل، في ظل بدء مشاريع النقل العام في الدخول للخدمة؛ ما يسهل على نزلاء الفنادق في الأحياء التي تُعتبر حالياً بعيدة نوعاً، ما ويسهم في رفع نسب الأشغال في تلك المرافق، ويخفف الضغط عن المنطقة المركزية.