احتل رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، معاذ الخطيب، المقعد الرسمي لبلاده في اجتماعات القمة العربية التي بدأت في قطر، وذلك للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية التي شهدت دعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتأسيس صندوق لحماية القدس وتقديم الدعم لمصر. وقال أمير قطر: إن على إسرائيل أن تعرف أن السلام يجلب الأمن، مضيفاً أن القضية الفلسطينية "هي القضية الأساسية للعرب"، مقترحاً عقد قمة عربية مصغرة برئاسة مصر -إلى جانب قيادتي فتح وحماس- وتكون مهمتها تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، ولا تنفض قبل تحقيق ذلك.
وبحسب أمير قطر، فإن التفاوض سيشمل الاتفاق على تشكيل حكومة، وتحديد موعد الانتخابات "على أن يتحمل من يعرقل مسؤوليته أمام الله والوطن والتاريخ" وفقاً لتعبيره، كما اقترح إقامة صندوق بقيمة مليار دولار لحماية القدس تقدم الدوحة له 250 مليون دولار.
ودعا أمير قطر إلى قيام نظام في سوريا ليس فيه "تمييز"، مضيفاً أن الأمور "وصلت إلى كارثة لم يعد معها الشعب يقبل بأقل من انتقال السلطة"، وتابع بالقول: "وسوف يشهد التاريخ لمن وقف مع الشعب السوري في محنته، كما سيشهد على من خذله".
ودعا أمير قطر مجلس الأمن إلى إصدار قرار فوري حول سوريا وتقديم المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة الدولية، وقال: إن بلاده مع الحل السياسي في سوريا "شرط ألا يعيد عقارب الساعة إلى الوراء" على حد تعبيره، وحض كافة الدول العربية على دعم مصر بسبب وضعها الاقتصادي وكثافتها السكانية.
ومن جهته كشف رئيس ائتلاف المعارضة السورية، معاذ الخطيب، في كلمته أمام القمة عن طلبه من واشنطن توفير حماية صاروخية للمناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، مؤكداً رفضه الحديث عن "إرهابيين" في صفوف المعارضة، وكذلك رفضه تقديم تعهدات مسبقة حول تدمير السلاح الكيماوي بعد سقوط النظام.
وقال "الخطيب"، في أول مشاركة من نوعها على هذا المستوى للمعارضة السورية في اجتماعات القمة العربية بعد تسلُّمها رسمياً المقعد المخصص لدمشق، إن ما جرى يمثل "بداية لرد الحقوق"، مضيفاً "أنه يحمل التحية من شعب شجاع، صار ربع سكانه مشردين، ودفع ثمناً لحريته قرابة مائة ألف شهيد على يد نظام متوحش أرعن".
وأضاف "الخطيب" أن الشعب السوري "يُذبح أمام أنظار العالم منذ سنتين، بينما بعض الحكومات تحك رأسها"، وأكد "أن السوريين يرفضون وصاية أي جهة على قراراتهم"، وتابع بالقول: "قد تتقاطع مصالحنا مع بعض الجهات، ولكن ثورتنا من صنع نفسها، وقد فجرها الشعب وسيقرر طريقها".
واعترض "الخطيب" على ما قال إنها "محاولات للتشويش على الثورة"، محدداً ثلاثة محاور لتلك "المحاولات" تتعلق بملفات الأقليات والأسلحة الكيماوية ووجود المقاتلين الأجانب ومن يوصفون ب"الإرهابيين".
وأضاف "الخطيب": "من يتحدث عن الأقليات، ذلك فلينظر ماذا فعل النظام مع الأقليات في لبنان.. وما فعله مع الفلسطينيين والأكراد، وكذلك مع العلويين"، أما بالنسبة للأسلحة الكيماوية، فقد ذكر "الخطيب" أن هناك من "مرر رسائل" حول إمكانية تدمير هذه الأسلحة من قبل الثوار في وقت لاحق، دون أن يحدد هوية الجهة التي تقف خلف تلك الرسائل.
وتابع "الخطيب" بالقول إن تحديد طريقة التعامل مع السلاح الكيماوي ستتم من خلال مؤتمر وطني، وعبر قرار جامع، وفي ظل أجواء أكبر تتعلق بنزع الأسلحة الكيماوية والنووية من المنطقة برمتها مضيفاً: "المعارضة لن تبيع وطنها".
وحول وجود المقاتلين الأجانب والحديث عن وجود من يوصفون ب"الإرهابيين" في صفوف الثوار قال "الخطيب": "هل إرهاب الدولة مقبول؟ ماذا عن آلاف الخبراء الروس ومقاتلي حزب الله؟"، مبيناً أنه رد على رسائل عدد من الأمهات الأجنبيات اللواتي خاطبنه حول ذهاب أبنائهن للقتال في سوريا بالقول: "لدى أولادكم ضمير حي".
وكشف "الخطيب" عن طلبه من وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مدَّ شبكة التغطية التي توفرها صواريخ "باتريوت" في تركيا إلى مناطق شمال سوريا التي تسيطر عليها المعارضة، مضيفاً: "الوزير وعد بدراسة الوضع، وما زلنا ننتظر الجواب"، وطالب بمنح المعارضة السورية الدعم الكامل، وحق الدفاع عن النفس، وتمكنيها من احتلال مقعد سوريا بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية.