لم يكن مستغرباً سعي المملكة العربية السعودية الحثيث لإخراج إيمان بن لادن ذات 17 عاماً من إيران، رغم سحب الجنسية من والدها منذ زمن، إلا أن المملكة العربية السعودية تعاملت بإنسانية بحتة مع قضيتها بعد لجوئها للسفارة في طهران. وحثت المملكة، على لسان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، إيران على السماح لابنة أسامة بن لادن التي هربت من الإقامة الجبرية في طهران بمغادرة البلاد إذا كانت ترغب في ذلك. وقال الفيصل في مؤتمر صحفي في الرياض إنه يجب السماح لإيمان بأن تغادر إيران. وأضاف: "إنه يعتبر أن هذه القضية إنسانية محضة، وأن السعودية تجري محادثات مع الحكومة الإيرانية للنظر إليها على هذا الأساس، وأن يترك الاختيار للفتاة. وأكدت مصادر صحفية أن السفارة السعودية أصدرت لإيمان تصريح سفر مؤقتاً للسماح لها بالعودة إلى السعودية. وكانت تقارير صحافية أوردت نهاية العام الماضي، أن إيمان بن لادن وخمسة من أفراد عائلتها محتجزون في طهران منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدةلأفغانستان في عام 2001. وقالت التقارير إن إيمان التي كان مصيرها مع خمسة من أشقائها مجهول, ولكن كشفت في إتصال هاتفي مع شقيقها عبد الله، المقيم في السعودية، أنها وخمسة من إخوانها محتجزون لدى السلطات الإيرانية منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان نهاية عام 2001. في حين أكد شقيقها عمر بن لادن " 29 عاماً" أن شقيقته إيمان وخمسة من إخوانه وزوجة أبيه (أم حمزة) محتجزون لدى السلطات الإيرانية، مناشداً الحكومة في طهران الإفراج عنهم. ويبقى عدد أبناء أسامة بن لادن وأماكن وجودهم غامضاً، وسراً حيَّر العديد من وسائل الإعلام، فبينما تقيم زوجته الأولى، سورية الأصل، في دمشق برفقة أحد أبنائها، تتحدث وسائل عالمية عن أربع زوجات أخريات، اثنتان من اليمن طُلقت إحداهما، بينما عادت الثانية إلى بلادها بعد سقوط طالبان على يد القوات الأمريكية في أفغانستان وبرفقته أحد أبنائه. وقال عمر بن لادن المقيم في قطر، إن عائلة بن لادن المكونة من زوجته الأولى نجوى، وهي سورية تقيم في العاصمة دمشق، كانت تجهل أن ابنتها إيمان وبقية إخوتها على قيد الحياة طيلة السنوات الماضية، إلى أن إتصلت بعائلتها منذ نحو شهر. وقال عمر: إنها المرة الأولى منذ هجمات 2001 التي يمكن فيها الجزم بمكان وجود أشقائه، حيث يوجد خمسة في السعودية وثلاثة في سوريا. وقال : " حتى قبل أربعة أسابيع، لم نكن نعرف مكان بقية الأشقاء، وهم: سعد الذي يبلغ من العمر الآن نحو 29 عاماً، وعثمان "25 عاماً" وفاطمة "22 عاماً" وحمزة 20 عاماً" وإيمان "17 عاماً" وبكر "15 عاماً"." وبحسب عمر، أن إيمان إتصلت بشقيقها عبد الله الذي طلب منها اللجوء إلى السفارة السعودية فوراً، ومنذ ذلك الحين لا تزال الإتصالات جارية للسماح لها بمغادرة إيران، لكن دون جدوى. وقال إن شقيقته إيمان تعيش منذ أكثر من 25 يوماً داخل السفارة السعودية في غرفة زودها بها المسؤولون هناك، الذين أكرموا وفادتها، ونعمل على إستكمال أوراقها للسماح لها بالسفر إلى السعودية أو سوريا.