اتسم بيان بعض مثقفي الشيعة السعوديين الأخير الذي صدر على خلفية إعلان وزارة الداخلية والاستخبارات السعودية إلقاء القبض على خلية "تجسس"، أعضاؤها من الشيعة السعوديين وبعض المقيمين في المملكة ثبت تورطهم بأسمائهم وصورهم في أعمال تجسس وجمع معلومات عن مواقع ومنشآت حيوية لمصلحة إحدى "الدول" المجاورة, ورفضهم لإعلان وزارة الداخلية، اتسم بيانهم بالخلط العجيب للحقائق، وتزييف الوقائع، واستعارة مفردات سياسية وطائفية كتبت بأسلوب ملتوٍ لا يمت للواقع بصلة، ولا يفيد في مثل هذا القضايا السيادية المهمة، ويثير الرأي العام ضدهم. إن من حق الإخوة المثقفين الشيعة التعبير عن آرائهم في حدود المتاح والمعقول، على أن يضعوا الأمور في نصابها وإطارها الصحيح والعادل دائماً، ومن حقنا كشعب سعودي واحد؛ طالما أن الأمور وصلت إلى حدود التهجم على وحدتنا الوطنية، وتهديد استقرارنا الاجتماعي، ومحاولة تفكيك نسيجنا السياسي، والتجسس على بلادنا، وفي ظل وجود من يصدر البيانات هنا وهناك ليدافع "دفاع الخاسرين" عن الجواسيس والمخربين وأعوانهم، أن نتساءل: أليس من الأجدى من بعض مثقفينا الشيعة ممن قاموا بإصدار البيان الوقوف مع بلدهم ضد المحاولات المتكررة التي تقوم بها قوى إقليمية "ثورية" تدير بعض "المهووسين" بالعمل السياسي و"الحالمين" بحركات التمرد في المنطقة؟ وأين هؤلاء المثقفون من إصدار بيانات تستنكر محاولات بعض المراهقين في قرى القطيف التخريب وإثارة المشاكل، وأن يدعوهم إلى كلمة الحق والاتزان من أجل مصلحة وطنهم والمحافظة على تراب أجدادهم وآبائهم؟ لا يخفى على أحد ما تمر به المنطقة من تحولات، ومن عدم استقرار سياسي تتعرض له بعض المجتمعات المحيطة، مما يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية، وتعزيز التلاحم بين فئات المجتمع السعودي، بعيداً عن محبي الشعارات الثورية، وأصحاب "الكوابيس" وأضغاث الأحلام السياسية التي لن تتحقق في ظل شجاعة وتماسك أبناء الوطن الواحد من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، فالمملكة قوية بسيادتها، وبشعبها، وقيادتها، وبما تملكه من حب جارف بين الحاكم والمحكوم، لن تنفصم حلقات هذه العلاقة مهما انفتحت شهية بعض الجواسيس والمخربين و"الموهومين" للفعل السياسي المريب الذي تغريهم به بعض الدول "المارقة" التي لا تنوي الخير للمنطقة، ولا تعنيها شعوبها العربية على اختلاف مللهم ومذاهبهم، بقدر ما يعنيها تحقيق مصالحها وأطماعها السياسية. إن بيان بعض مثقفي الشيعة الأخير، بما جاء فيه من أفكار وتشكيك وإيحاءات سياسية وتهور ونزوع للطائفية، ليعد سقطة أخلاقية.. وما يحزننا كثيراً أن هناك من لا يزال يرتهن لقوة إقليمية وتوجهات أيديولوجية تهدف لزعزعة استقرار بلده وتخريب ازدهار وطنه. ولهؤلاء نقول: وطننا حازم وقوي بقيادته وشعبه، وقادر على التعامل مع أي تحدٍ مهما كان حجمه ومصدره، فعندما تصل الأمور لحدود الوطن فلن نخاف في الحق لومة لائم.