كشف تجّار وقود مصريون عن الطرق الشاقّة والخطرة التي يستخدمونها في تهريب الوقود بأنواعه من داخل الأراضي المصرية، حتى يصل لقطاع غزة، عبر الأنفاق الممتدّة أسفل الحدود الفلسطينية المصرية. وقال هؤلاء التجار -الذين اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم- إنّ رحلة تهريب الوقود إلى غزة تبدأ بنقل الوقود من داخل المدن المصرية إلى شبه جزيرة سيناء (شمال شرق مصر)، بواسطة شاحنات تعبر من على "جسر السلام" على قناة السويس بأوراق رسمية، على أنها متوجّهة لمحطات الوقود في مدن سيناء.
وأشاروا إلى أن السلطات المصرية تدقّق في وصول شاحنات الوقود إلى المحطات، وتحاكم أصحابها الذين لا يسلّمونها للمحطات، وقد تعاقبهم بالسجن.
لكن أصحاب محطات الوقود وأصحاب الشاحنات يتحايلون على ذلك فيما بينهم، عبر تفريغ نصف حمولة الشاحنة في محطات الوقود بسيناء، فيما يجد النصف الآخر طريقه إلى غزة؛ بحسب التجار.
وبعد نجاح التجار في اقتناص نصف كمية الوقود المخصصة للمحطات، تبقى أمامهم مهمة نقله إلى غزة دون الوقوع في قبضة رجال الأمن.
ولتحقيق ذلك يقوم التجار بتهريب الوقود لغزة عبر مرحلتين؛ حيث يفرغ أصحاب الشاحنات نصف شحنة الوقود التي اقتنصت من حصّة محطات الوقود في سيناء في مخازن مجهّزة تحت الأرض بمنطقة المهدية الواقعة في مدينة رفح المصرية القريبة من الحدود مع غزة؛ تمهيداً لاستغلال الفرصة المناسبة لنقله إلى غزة عبر الأنفاق بعيداً عن أعين الأمن.
ويتقاضى أصحاب الشاحنات دولاراً واحداً عن كل 22 لتراً؛ نظير رحلة نقل الوقود من المدن المصرية إلى مخازن منطقة المهدية عبر طرق الْتفافية، وهي الرحلة التي تقدّر مسافتها ب400 كيلومتر.
وعن كيفية الضخ للجانب الفلسطيني، وصف التجار العملية ب"الشاقة والمضنية"؛ حيث تراقب المنطقة، بواسطة أشخاص؛ كي لا تكتشف أمرهم قوات الأمن المصرية، التي تقوم بمصادرة كميات الوقود، واعتقالهم في حال ضبطهم.
وتابعوا: "بعد ذلك يبدأ نقل الوقود عبر شاحنات أخرى من مخازن المهدية عندما تحين الفرصة المناسبة، حيث تفرغ الحمولة في خزانات تحت الأرض في منطقة الأنفاق مع قطاع غزة، موصولة بأنابيب مطاطية قوية، وجهاز ضخّ آلي، يساعد على دفع الوقود داخل الأنابيب للجانب الفلسطيني، بكميات تصل لنحو 6 آلاف لتر بالساعة".
وأشاروا إلى أن الوقود يصل إلى صهاريج كبيرة الحجم في رفح الفلسطينية تتراوح سعتها ما بين 20 ألفاً إلى 50 ألف لتر.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: قبل الحملة الأمنية المصرية لغلق الأنفاق بين مصر وقطاع غزة منذ نحو الشهر، كان يهرّب نحو نصف مليون لتر من البنزين والسولار يومياً، إلا أنه الآن أصبحت الكميات لا تتعدّى 150 ألف لتر من السولار، و150 ألف لتر من البنزين، تذهب لمحطات التعبئة، ومحطة توليد الكهرباء الوحيدة بالقطاع.