افتتح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليوم الاثنين بدار الرئاسة بالعاصمة صنعاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بكلمة أثارت حفيظة الحاضرين؛ حيث قال: "الذي لا يعجبه هذا الحوار فالباب أمامه.. لا تغيِّروا اتجاه الحوار"؛ وذلك تعقيبا على محاولات البعض إثارة حالة من الفوضى واعتراض مقدِّم الجلسة. ويستمرُّ انعقاد جلسات المؤتمر على مدى ستة أشهر، تحت شعار "بالحوار نصنع المستقبل"، ويبلغ قوام المشاركين في المؤتمر 565 شخصاً يمثِّلون مختلف الطوائف.
ويناقش المؤتمر من خلال جلساته العامة وفرق العمل تسع قضايا؛ تشمل القضية الجنوبية، وقضية صعدة، والقضايا ذات البعد الوطني؛ ومنها قضية النازحين، واسترداد الأموال والأراضي المنهوبة، فضلاً عن قضية المصالحة الوطنية، والعدالة الانتقالية، وبناء الدولة، والحكم الرشيد، وأسس بناء الجيش والأمن ودورهما، بالإضافة إلى استقلالية الهيئات ذات الخصوصية، والحقوق والحريات.
كما سيناقش المؤتمر قضايا تتعلق بالتنمية الشاملة والمستدامة، وقضايا اجتماعية وبيئية خاصة، وينظر في تشكيل لجنة لصياغة الدستور، وإعداد الضمانات الخاصة بتنفيذ مخرجات الحوار.
وعُقِدت الجلسة الأولى في ظلِّ تشديد أمني واسع على كل منافذ ومداخل العاصمة صنعاء، وانتشار أكثر من ستين ألف جندي؛ لتأمين فعاليات الحوار الوطني.
وتغيَّب عن الجلسة رئيس الحكومة محمد سالم بسنودة، وذكرت تقارير أنه قاطعها؛ احتجاجا على مشاركة "متَّهمين بقتل شباب الثورة".
وأعلنت أحزاب اللقاء المشترك (المشارِكة في الحكومة) الأحد تحفُّظها على الأسماء المشارِكة في الحوار، وقالت في بيان لها إن قائمة المشاركين "مخيِّبة للآمال؛ من حيث كونها أخلَّت بالمعادلة السياسية والوطنية لصالح طرف بعينه، الأمر الذي يضع مسار الحوار الوطني على المحكِّ"، ولكنها أكَّدت أنها ستشارك في حفل افتتاح المؤتمر؛ "تدليلاً على إيماننا المطلق بمبدأ الحوار، وحرصنا على نجاحه".
واحتجَّ عدد من شباب الثورة في بيان لهم على مشاركة "بعض من تلطَّخت أيديهم بدماء شباب الثورة في الحوار"، وأكدوا أن مكانهم من المفترض أن يكون خلف القضبان، وليس المشاركة في رسم مستقبل اليمن.