أبدى عددٌ كبيرٌ من أولياء أمور الطلاب والطالبات بمحافظة الأفلاج تذمرهم من عدم تعامل إدارة التربية والتعليم وجامعة الأمير سلمان والكليات التابعة لها، مع الظروف الجوية التي تعرّضت لها المحافظة اليوم، وتجاهل الإجراءات المناسبة التي من المفترض اتخاذها في مثل هذه الأجواء الملوثة بالهواء كإجراء احترازي لسلامة الطلبة. وكانت موجة غبار قد دهمت منذ فجر اليوم محافظة الأفلاج والمراكز والقرى التابعة لها، واستمرت في بعض المواقع حتى بعد صلاة الظهر، وتسببت في انخفاض كبير في مستوى الرؤية أمام السائقين على الطرق السريعة والفرعية لأكثر من مسافة نصف كيلومتر تقريباً، وأجبرت قائدي المركبات على استخدام الإضاءة الأمامية، فيما تفاوتت شدة الغبار من مكان لآخر، وانعدمت الرؤية على بعض المناطق، وذلك بسبب الغبار والرمال المثارة والمصحوبة برياح نشطة.
وتلقت "سبق" منذ بزوغ شمس اليوم اتصالات كثيرة تتساءل عن سر تجاهل المسؤولين بجامعة الأمير سلمان والكليات التابعة لها من البنين والبنات، وأيضاً مسؤولي إدارة التربية والتعليم بالأفلاج، للإجراءات الوقائية التي سلمتها الجهات المختصة في أيديهم للحالات الطارئة الناشئة عن التقلبات الجوية، وما يصحبها من آثار طبيعية، تتطلب تفعيل القرارات والتدخل السريع؛ حرصاً لسلامة جميع منسوبي الجامعات والمدارس.
وقال أولياء الأمور في حديثهم إن: "ما تعرّض له الطلاب والطالبات اليوم من مخاطر من جراء تلوث الهواء بدرجة عالية، وإصابتهم بضيق التنفس، ونوبات الربو والحساسية، بعد إحاطتهم في مقاعدهم بالأتربة والغبار، أمر يستدعي تدخل المسؤولين الكبار من التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم، ولاسيما أن هذا التجاهل أصبح سمة غير مستغربة، خصوصاً أن هذه الموجة التي دهمت الأفلاج اليوم هي للمرة الثالثة خلال هذا الشهر، ولم تتخذ الاحتياطات المسموح بها لمثل هذه الظروف؛ تجنباً لتعرض فلذات أكبادنا للمخاطر الصحية والأمنية".
من جهة أخرى، أوضح ل "سبق" المتحدث الرسمي باسم جامعة الأمير سلمان، الدكتور تركي الظفيري، أن "الذي يقيم حالة إيقاف الدراسة من عدمها هم المشرفون على الكليات أنفسهم، وحسب رؤيتهم يتم اتخاذ القرار"، مشيراً إلى أنه لم يصلهم اليوم أي عرضٍ يطلب تعليق الدراسة في الأفلاج لأجل الغبار.
وبذلت "سبق" بدورها جهوداً للتواصل مع مدير إدارة التربية والتعليم في الأفلاج محمد الزايد؛ للاستفسار عن سبب عدم تعليق الدراسة اليوم، غير أنه، وكالمعتاد، لم يرد، في الوقت الذي علل فيه سكرتير مكتبه الخاص سبب تجاهله لاتصال المحرر بأنه "في اجتماع بسيط".