يشارك عشرات المقاتلين من الشيشان فيما يصفونه ب"الجهاد" ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وهي "المرة الأولى" التي يحاربون فيها في الخارج بهذه الكثافة وضد نظام يدعمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويظهر شريط فيديو بثته بعض المواقع عمر أبو الشيشان الذي كان يرتدي ملابس سوداء على سجادة محاطا ب20 رجلاً مسلحين بالبنادق، وهو يلقي كلمة حماسية يحث فيها المسلمين على دعم "الجهاد" ضد الرئيس السوري. ويعلن المقاتل القادم من منطقة الشيشان الروسية أن دولة الإسلام تقترب، ويترجم زملاء من كتيبة المقاتلين الأجانب التي يقودها كلماته الروسية إلى العربية. ويسلط شريط الفيديو الذي يظهر فيه "أبو الشيشان"، وبث مؤخراً، الضوء على الدور الذي يلعبه الآن في الحرب الأهلية السورية مقاتلون من شمال القوقاز المضطرب ضد حكومة تدعمها موسكو ويحميها الرئيس الروسي بقوة. كما يبرز المخاطر الأمنية التي قد يمثلونها لروسيا إذا عادوا إلى منطقة شمال القوقاز الروسية المضطربة القريبة من المنطقة التي تعتزم موسكو أن تستضيف فيها دورة سوتشي الأولمبية الشتوية لعام 2014. وقال "أبو الشيشان": "الجهاد يتطلب أشياء كثيرة، أولا يحتاج إلى المال.. أمور كثيرة في الجهاد اليوم تعتمد على المال". و"أبو الشيشان" هو الاسم الذي اكتسبه في الحرب وهو يقود جماعة مسلحة تطلق المعارضة السورية المسلحة ومواقع إلكترونية عليها اسم "كتيبة المهاجرين". وقال: "ضيعنا فرصاً كثيرة، لكن اليوم توجد حقاً فرصة لإقامة دولة إسلامية على الأرض". وأكد مقاتلون معارضون سوريون في تصريحات منفصلة أنه موجود فعلاً في سوريا، وأنه قائد الكتيبة، لكن اسمه الحقيقي غير واضح. وقال المحلل ميربك فاتشاجاييف المقيم في باريس: "هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من الشيشان في عمليات عسكرية في الخارج"، مضيفاً أن هناك مزاعم أثيرت من قبل بأن الشيشانيين حاربوا مع طالبان في أفغانستان أو حاربوا في العراق، لكن لم يظهر أي دليل حاسم على ذلك. ويقول جنود سوريون ومحللون إن هناك عشرات وربما مائة مقاتل في سوريا من شمال القوقاز، وهي منطقة روسية تشهد أعمال عنف يومية يقوم بها مقاتلون لإقامة دولة إسلامية. ويقول محللون إن كثيراً من المقاتلين الذين يحاربون قوات "الأسد" هم طلاب درسوا في معاهد دينية خارج روسيا، وهناك آخرون اكتسبوا مهارة ودراية بالقتال في حربين انفصاليتين في الشيشان، دارت الأولى بين عامي 1994 و1996 والثانية بين عامي 1999 و2000 . وقال مصدر في المعارضة السورية على اتصال بمقاتلي المعارضة المسلحة في سوريا: "هم مهمون للغاية، فهم يقودون القتال في بعض المناطق وبعضهم قادة كتائب، هم مقاتلون مخضرمون ويقاتلون بدافع العقيدة، ولذلك فهم لا يريدون شيئاً في المقابل". وقال مصدر في المعارضة السورية: إن الشيشانيين هم ثاني أكبر قوة من الأجانب بعد الليبيين الذين انضموا إلى الانتفاضة السورية بعد الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وقتله. وقال مصدر من مقاتلي المعارضة السورية إن 17 مقاتلاً من شمال القوقاز قتلوا في القتال الذي دار خارج حلب الشهر الماضي. وشارك مقاتلون أجانب أيضا في حرب الشيشان الأولى في منتصف التسعينيات. وقال "فاتشاجاييف": "روسيا ستراقب بحرص إلى أين يذهبون كي تتأكد من أنهم لا يعودون إلى روسيا, وأنهم لن ينجحوا في العودة إلى الشيشان". وطلب "بوتين" من قوات الأمن الروسية أن تبقى على أعلى قدر من اليقظة لحماية البلاد من الهجمات قبل وأثناء دورة الألعاب.