تسبَّبت إبرة تم حقنها للمواطن عبدالله سعد عبدالله الغامدي في وفاته، وذلك بعد ظهور تورمات واحتقان مكان الإبرة؛ ما استدعى التدخل الجراحي لإزالة التورمات، أعقبها إصابة المريض بتسمم في الدم؛ حيث انتشرت الغرغرينا في جسده؛ ما أدى لوفاته. وتعود تفاصيل الحادثة إلى أنه في يوم الاثنين الماضي شعر المريض بألم في بطنه؛ فنُقل إلى مستوصف خاص بمحافظة نمرة، وذكر ابن أخ المتوفَّى عبدالعزيز صالح الغامدي أن المركز الطبي قام بتشخيص حالة المريض، وذكروا أن لديه مغصاً كُلوياً، وبعد ذلك تم حقنه بإبرة في "الورك"، وخرج المريض من المركز في اليوم نفسه، إلا أنه شعر بعد ذلك بألم شديد في وركه، وظهور تورمات حول مكان حقن الإبرة؛ فتوجّه يوم الأربعاء الماضي إلى المركز الصحي نفسه، الذي بدوره قام بنقله بالإسعاف إلى مستشفى المخواة العام.
وقال ابن المتوفَّى إن والده تم نقله إلى مستشفى المخواة العام، وقام المستشفى بالتدخل الجراحي لإزالة التورمات من موقع الحقنة، وما هي إلا ساعات حتى حدث له هبوط في الدورة الدموية والتنفسية؛ حيث انتشرت الغرغرينا في جسده؛ وتسبب ذلك في تسمم الدم وتوقف القلب، وحاول المستشفى إنعاشه إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، وتُوفي والده في ذلك اليوم.
من جهتها أوضحت الشؤون الصحية في بيان أصدرته أسباب الوفاة، وأفادت بأن المريض حضر إلى قسم الطوارئ بمستشفى المخواة العام يوم الأربعاء 17/ 4/ 1434ه الساعة 5:50 دقيقة صباحاً، وكان يعاني خراجاً مهملاً متضخماً بأسفل الظهر والقدم اليسرى إلى أسفل الفخذ. علماً بأن المريض يعاني مرض السكر بالدم وارتفاع الضغط، وتعرض للحقن بالعضل في الموضع نفسه بمستوصف خاص في نمرة، حسب إفادة ذويه منذ يومين.
وأضاف البيان بأنه بالكشف الطبي على المريض وُجد أنه يعاني خراجاً مهملاً تضخم في أسفل ظهره وممتداً إلى منتصف الفخذ، مع ضعف شديد وغياب كامل "anuria " للبول لأكثر من 48 ساعة، مع انخفاض في درجة الحرارة 34.6، وعدم القدرة على التركيز، مع غرغرينا موضعية متفرقة بالأنسجة العميقة، وقصور في وظائف الكلى والكبد، وحموضة بالدم. وتم تشخيص الحالة على أنها: صدمة تسممية septic shock نتيجة خراج مهمل تضخم.
وذكر بيان الشؤون الصحية أنه تمت مناظرة الحالة وإجراء عملية من قبل فريق مختص بالمستشفى مكوّن من استشاري الجراحة واستشاري الباطنة، إضافة إلى استشاري التخدير وأخصائيين في الجراحة والباطنة، وتم نقل المريض لقسم العناية المركزة بعد الإفاقة.
وكانت الحالة العامة مستقرة نسبياً مع الأدوية المسؤولة عن رفع ضغط الدم إلا أن حالة المريض الحرجة أدت إلى تعرضه لارتفاع بضغط الدم مع هبوط بضربات القلب، وصعوبة في التنفس؛ فتم فوراً عمل أنبوبة حنجرية، ووُضع المريض على جهاز التنفس الصناعي وأُعطي الأدوية اللازمة بواسطة أطباء العناية المركزة.
وأضاف البيان بأن المريض تعرض لتوقف في عضلة القلب الساعة 11 مساءً 17/ 4/ 1434 ه؛ وتم عمل إنعاش قلبي رئوي حسب البروتوكول لمدة أربعين دقيقة دون استجابة.
وتُوفي المريض إلى - رحمه الله - الساعة 11:40 دقيقة مساءً بتاريخ 17/ 4/ 1434 ه. وذكر بيان الشؤون الصحية بالباحة أن هنالك لجنة طبية متخصصة عُقدت من أجل تشخيص سبب إصابة المتوفى - رحمه الله – بالخراج، وتحديد مدى مسؤولية المستوصف الخاص الذي حقن المريض قبل وفاته بيومين، وسيتم إعلان النتائج حال ظهروها.