"لا أريد الذهاب مع أبي.. أين أمي.. أين حقوق الإنسان.. من يحميني". كانت هذه كلمات مؤثرة نطقت بها الطفلة "سارة" عندما دخلنا عليها في غرفتها المنومة بها بمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف إثر نقلها بواسطة الهلال الأحمر بعد سوء حالتها الصحية والنفسية. وكانت الطفلة أغلقت على نفسها باب دورة المياه بأحد منازل الجيران بالحي الذي تسكنه مع والدها على خلفية هروبها وللمرة الرابعة بعد خروجها من المدرسة راغبةً في عدم العودة، مطالبة بالوقوف معها في قضيتها ورغبتها في أن تبقى مع جدتها لوالدتها "من جنسية عربية" . وكنومت الطفلة "سارة" بالمستشفى لأكثر من ثلاثة أيام وتسلمها والدها ليلة أمس بناءً على توجيه من محافظ الطائف الذي وجه الشرطة بذلك، حيث ذهبت مع والدها دون أن تطلع على وضعها أي لجنة حقوقية تزورها بالمستشفى وتسمع لمتطلباتها كممحاولةً لإخراجها من الوضع النفسي المتأزم الذي أدخلها في مرحلة عنف متكرر يدفعها للهروب بعد خروجها من المدرسة وعدم العودة لمنزل والدها . وكانت مجموعة من الأطباء بالمستشفى حاولوا إبقاء الطفلة لديهم لمتابعتها طبياً والإشراف عليها , لكن القرار جاء سريعاً لإخراجها. وكشف رئيس لجنة الحماية الاجتماعية حسين العبادي ل "سبق" أن اللجنة كانت أخضعت الطفلة منذ الأسبوع الماضي لجلسات نفسية عن طريق أخصائيات تحدثن معها في حضرة والدها, وتم الخروج بنتائج عديدة قد تُسهم في الوصول لحلول تضمن إنهاء المشكلة العالقة، مطالباً عدم التدخل من الطرفين وهما والدها وخالها في عمل اللجان وإبعادها عن أي نزاعات أو خلافات حدثت أو قد تحدث بينهما. . وأضاف:"البحوث النفسية لن تقتصر على الطفلة فقط، بل ستتجاوز ذلك باستدعاء والدها وخالها وجدتها كونهم الأطراف المطلوبة لدى الطفلة ".