تمكنت شرطة منطقة الحدود الشمالية- ممثلة في إدارة التحريات والبحث الجنائي وشرطة محافظة طريف- من العثور على الفتاة البالغة من العمر (15) سنة، التي تغيبت عن محافظة طريف منذ ما يقرب من أسبوعين على التوالي، حيث تم ضبطها في مدينة عرعر. وكان للجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية المختصة منذ بداية تلقي البلاغ عن اختفائها، سواء في المتابعة التقنية أو الفنية التحرياتية وجمع المعلومات، أو وضع نقاط الضبط الأمني- دور كبير في تحديد مكان الفتاة، بعد متابعة ورصد للأماكن التي ترددت عليها، والأشخاص المشتبه في تورطهم باختفائها، وتكللت هذه الجهود بالعثور عليها وضبطها. وقال الناطق الإعلامي المكلف بشرطة منطقة الحدود الشمالية العقيد الدكتور عويد بن مهدي ل"سبق" بأنه تم إحالة الفتاة إلى مؤسسة رعاية الفتيات بالرياض، موضحاً أنها أبدت ممانعتها من العودة إلى ذويها؛ لتعرضها إلى معاملة سيئة وتعنيف أسري، على حسب ما ذكرته أثناء الإجراءات الحقيقية التي تمت معها.
وأضاف ابن مهدي بأنه سبق التنبيه على الإعلاميين بضرورة احترام الضوابط الاجتماعية والخصائص السكانية، بعدم تناول القضية على نطاق واسع أو التصريح عنها، دون الاستناد إلى مصادر مسؤولة، ودون العناية بالظروف والعوامل التي أحاطت بهذه الحادثة، والتي غالباً تكون غائبة عليهم؛ لأن المعني بها والقادر على معرفتها هم رجال الأمن المكلفين في القضية.
وتابع قائلاً: "اعتمدت بعض وسائل الإعلام على آراء ذويها، مع العلم أن الإجراءات التي قامت بها الجهات الأمنية المعنية في شرطة المنطقة كانت على قدر كبير من المهنية والحرفية والعناية بالظروف والملابسات التي أحاطت بهذه الحادثة، وما تبعها من سيطرة على المعلومة بسرية تامة ووضع خصوصية.
وختم ابن مهدي حديثه ل"سبق" بأن هذه القضية وما يماثلها بالحسبان وعين الاعتبار، إلا أن تصريح بعض وسائل الإعلام، وعدم التزامهم بالنصح الذي قدمناه لهم، كان له دور سلبي في استمرار تغيب هذه الفتاة بخلق حافز من الخوف والخشية لديها ولدى من يؤويها، لاسيما وأن التوجه الإعلامي قد أضفى على القضية مسمىً لا يتوافق مع واقعها، مما جعلها تستمر في التخفي والاختباء، على عكس ما حصل في قضية مماثلة ومزامنة لها في منطقة أخرى، حيث كان الإعلاميون في تلك المحافظة على درجة عالية من النضج، ولم يتم التصريح فيها، مما أسهم في عودتها إلى أهلها خلال مدة قصيرة.