أثارت الصورة التي نشرها قناص إسرائيلي على موقع "إنستجرام" لمشاركة الصور، والتي يظهر فيها ويتباهى بتصويب بندقيته إلى صبي فلسطيني، موجة انتقادات واسعة سواء على المستوى الفلسطيني أو العالمي. موجة الانتقادات الواسعة، دفعت الجيش الإسرائيلي ليستنكر الصور، ويعد بإجراء التحقيق في الحادث، كما أن الجندي، مور أوتروفسكي (20 عاماً) مسح الصورة المثيرة للجدل، وأزال حسابه بالكامل من على موقع "أنستجرام". وتظهر الصورة الجندي الإسرائيلي وهو يصوب بندقيته تجاه الطفل، الذي يجلس آمناً ويعطي ظهره للجندي، ولم توضح إدارة الجيش الإسرائيلي إن كان الطفل الظاهر في الصورة استشهد أم لا؟، وهو ما أثار غضب منظمات حقوقية فلسطينية عديدة. وقالت موقع الانتفاضة الفلسطينية الناطق باللغة الإنجليزية إن تلك الصور تعكس "اللا إنسانية" التي يتعامل بها الاحتلال الصهيوني مع الشعب الفلسطيني. وتابع الموقع قائلاً: "تلك الصورة تجسد حقيقة أن الجيش الإسرائيلي يجعل من الأطفال الفلسطينيين أهدافاً". أما منظمة "كسر الصمت" الحقوقية الفلسطينية، فرأت أن تلك الصور لا تختلف كثير عن تلك الصور الملتقطة عام 2003 لمعتقلين فلسطينيين معصوبي العيون، والتي نشرها جندي على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وحكم عليه بالسجن 14 عاماً. وتابعت المنظمة قائلة: "تلك كانت بادرة لشعور لا نهاية له للجيش الإسرائيلي ولجنوده من أنهم يعانون شعوراً متنامياً بالغرور والاستخفاف الصارخ بحياة الإنسان وكرامته". واستمرت قائلة: "هكذا هو الاحتلال، هذا ما كان عليه قبل عقد من الزمان، ولا يزال كما هو اليوم، هكذا يبدو التحكم العسكري في مجتمع مدني". أما صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية فوصفت الصورة بأنه حتى لو تمت معاقبة الجندي فمجرد نشرها يكشف "العقلية" المريضة لجنود الجيش الإسرائيلي، وأساليب تدريبهم التي لا تراعي أبسط قواعد الإنسانية. وأضافت قائلة "الصورة تعبر عن حقيقة أن الجيش الإسرائيلي يتعامل كمحتل، ولم يحاول أن يغير من ذلك الوضع مهما مرت السنين". أما صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية، فوصفت الصورة بأنها "لا طعم لها ولا إنسانية فيها"، وأشارت إلى أن بيان الجيش الإسرائيلي ليس كافياً، خاصة أن إسرائيل اكتفت بالقول إنها "ستحقق في هذا الأمر؛ لأنها طالبت جنودها بعدم التقاط الصور، وفوجئت بنشر مثل تلك الصورة عبر الإنترنت". وتابعت الصحيفة البريطانية قائلة إن مثل تلك الصور يغذي من ردود الفعل العنيف والدموية للرد على تلك الصور، خاصة أن كثيراً من النشطاء نشروا تهديدات بالانتقام لهذا الصبي، في حين انتشرت الرسوم والصور المنتقدة لتلك الصورة المثيرة للجدل، أبرزها رسم نشره موقع الانتفاضة الفلسطينية الإلكتروني لجندي إسرائيلي يلعق سكيناً ملطخاً بالدم، قائلاً: "كل العرب دماؤهم لذيذة"، وتركت التعليق عليها للزوار، الذي قالوا إن دماء الإسرائيليين ستكون ألذَّ.