قدمت سيدتان، سعودية وأمريكية تعيشان في المملكة شهادتين عن وضع المرأة السعودية، فأكدت السعودية هنا بوبشيت أن التغيير فيما يخص وضع المرأة في المملكة قادم لكنه بحاجة إلى الصبر والعمل الدؤوب، وأن على الغرب أن يتفهم تحديات المرأة السعودية الحقيقية، فهناك قضايا أكبر من قيادة السيارة، وأهمها حصولها على حقوقها القانونية، فيما قالت "سوزي أوف أريبيا" إن المرأة السعودية تحظى باحترام شديد لكنه لا يتحول بالضرورة إلى المساواة، وحتى تنتهي مسألة القوامة للرجل، فلا خيار للمرأة سوى الخضوع، وأن موضوع قيادة السيارة أضر بصورة المملكة. وجاءت شهادة الناشطة السعودية ومحللة السياسات بشركة أرامكو هنا بوبشيت في مقابلة معها أجرتها صحيفة "ذي إيج" الأسترالية أمس السبت وذلك على هامش ملتقى برلمان الأديان العالمي الذي يعقد في ملبورن بأستراليا في الفترة من 3 إلى 9 ديسمبر، ويسعى نحو التآخي بين الأديان. وقالت الصحيفة: إن بوبشيت ليست ناشطة بالمعنى التقليدي، لكنها جزء من حركة المرأة السعودية التي تسعى للتغيير، لكنه ليس التغيير بالمفهوم الغربي، فقد وقفت بوبشيت على منصة برلمان الأديان مطالبة الجميع بفهم التحديات الحقيقية التي تواجه المرأة السعودية، حيث تكمن القضية من وجهة نظرها في سعي المرأة نحو الحصول على مجموعة من الحقوق القانونية. تقول بوبشيت للصحيفة "الآن أنا أعمل ومن حقي الحصول على أي نوع وقدر من التعليم أرغب فيه، لكنني مثلاًً لا أستطيع شراء منزل بأموالي ما لم أحصل على إذن من المحكمة من خلال والدي أو أخي أو زوجي، فالمحكمة لا تعترف بي ككيان قانوني مستقل". وتشعر بوبشيت بالظلم لمثل هذا الأمر لكنها تؤكد أنه لا علاقة له بالإسلام وتقول "ليس هذا من الإسلام، إنها ثقافة المجتمع". وتعتقد بوبشيت أن أزمة المرأة السعودية تكمن في أن الكثير من النساء لا يعتقدن في المساواة بين المرأة والرجل، وتقول "بعض النساء تربين بهذه الطريقة التقليدية، ويعتقدن أن التمييز لصالح الرجل هو الأمر الصحيح، وهكذا تكون هذا المفهوم في عقلية المرأة السعودية على مدى 100 أو 200 عام". وتضيف بوبشيت أن إحدى القضايا التي ركز عليها الإعلام الغربي كانت قيادة المرأة للسيارة، وحينما سرت الشائعات عن تشجيع المرأة السعودية على قيادة السيارة، جاء رد فعل المجتمع سلبياً، حتى إن النساء أنفسهن أعلن "أنهن لا يرغبن في قيادة السيارة، وطلبن التوقف عن هذا الحديث". وتقول بوبشيت "هناك قضايا أكبر من قيادة السيارة تواجه المرأة السعودية"، وتؤكد أن " التغيير قادم لكنه بحاجة إلى الصبر والعمل الدؤوب". وعلى الجانب الآخر تأتى شهادة "سوزي أوف أريبيا" وهى سيدة أمريكية متزوجة وتعيش في جدة منذ ثلاث سنوات، وقد أجرت المدونة الكندية غادة الأمين التي اعتنقت الإسلام منذ سنوات مقابلة نشرت على مدونتها وقد سألتها هل يفضل الأب السعودي أبناءه الرجال عن بناته فقالت سوزي "أنا أعلم أن العديد من السعوديين يؤثرون بناتهم ويشجعنهم على التعليم والعمل والسفر، لكن مع ذلك لا يزال هناك هذا النوع من الأب الذي يتحكم في حياة زوجته وبناته". وحين سألتها عن موضوع قيادة السيارة، ردت سوزي "إن قيادة السيارة ليست قضية على الإطلاق، وفي الحقيقة هو ليس ظلماً للمرأة فقط لكنه أضر بصورة السعودية فيما يخص حقوق المرأة". وسألت غادة إن كانت السعوديات هادئات جداًً لدرجة أنهن لا يعبرن عن آرائهن، فقالت سوزي "في مجتمع يسيطر عليه الرجل صعب أن تتوحد السعوديات للتغيير؛ لأن ذلك يهدد الزيجات ويغضب البعض، لا أعتقد أن المرأة السعودية مستعدة لمثل هذه المخاطرة، كما أن البعض منهن سعيدات بحياتهن هكذا، ولا يفكرن في تغييرها". واستدركت سوزي" لكن أعتقد أن الشابات السعوديات الأصغر سناًً هن من يرغبن في المزيد من التخطيط لحياتهن، لكن على كل حال من الصعب على المرأة السعودية (الحصول على كل شيء)؛ الأسرة والتعليم والعمل والحياة الاجتماعية، وهو ما يحتاج إلى زوج شديد التفهم". وبسؤالها هل المرأة المسلمة خاضعة، قالت سوزي "إنني معجبة بالمرأة المسلمة وأحترمها، إنها قوية ومحبة وشديدة الرعاية لأسرتها، فمعظمهن تربين ليفعلن ذلك وهن يقمن بما يتوقع منهن، ونادراًً ما تشذ إحداهن عن الدور المنوط بها". وعن نظرة المجتمع للمرأة السعودية قالت "تحظى المرأة هنا باحترام شديد لكنه لا يترجم بالضرورة إلى المساواة، وبعض النساء يحظين بأزواج على خلق يعاملونهن بالمعروف، وأخريات يقعن ضحية السيطرة العمياء من أزواجهن، وحتى تنتهي مسألة القوامة للرجل، فلا خيار للمرأة سوى الخضوع".