قام الرئيس الفلبيني بنينو أكينو اليوم الاثنين، بزيارة تاريخية للمقر العام لجبهة مورو للتحرير الإسلامي، بإقليم مينداناو الجنوبي، وسط إجراءات أمنية مشددة؛ من أجل تعزيز عملية السلام. ورحب رئيس الجبهة، مراد إبراهيم بالرئيس الفلبيني في الإقليم الذي يسكنه خمسة ملايين مسلم، حسبما ذكرت قناة "جي إم إيه" التليفزيونية.
وقال "إبراهيم": "نشعر بالفخر؛ جراء قيام الرئيس شخصياً بإطلاق عدد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، في هذه الأراضي المقدسة التي تحمل الكثير من البصمات".
ومن جانبه، ذكر "أكينو" أن هذه المشاريع من شأنها تحسين الأوضاع الصحية والتعليمية لأعضاء الجبهة، والمساهمة أيضاً في اندماجهم مع باقي السكان؛ من أجل المشاركة في الازدهار والاستمتاع بفوائد التقدم. وقال إبيجيال فالتي، نائب المتحدث باسم الرئاسة الفلبينية: إن البرنامج الاجتماعي الاقتصادي يستهدف التأكيد على صدق الحكومة في البحث عن اتفاق يحقق السلام الدائم في هذه المنطقة.
وذكر المسؤول الحكومي أيضاً أن: "البرنامج يهدف إلى توفير الخدمات الاجتماعية الأساسية لأعضاء الجبهة، الذين يعانون من الملاحقات القضائية، وكدليل على رغبة الحكومة في تحقيق سلام دائم وعادل، ونأمل أن تستمر هذه الخدمات".
وكانت الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية، قد وقعتا في أكتوبر عام 2012 اتفاقية سلام، لوضع حد لعقود من النزاع المسلح، الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى.
وتخلت جبهة مورو الإسلامية، كبرى الجماعات المتمردة في الفلبين، عن طموحها في إقامة دولة مستقلة بجنوب البلاد ذي الأغلبية المسلمة، مقابل إقامة إقليم يتمتع بالحكم الذاتي، يطلق عليه اسم "بانجسامورو"، كما يسمي المسلمون أراضي أسلافهم.
يذكر أن جبهة مورو للتحرير الإسلامي، فصيل منشق من الجبهة الوطنية لتحرير مورو، وتم تأسيسها رسمياً عام 1984، وتضم حالياً نحو 12 ألف متمرد، وكانت تطالب بالاستقلال وإقامة دولة إسلامية بجنوب الفلبين.
وخلف النزاع الديني، والعرقي، والقبلي، في الفلبين الذي امتد قرابة أربعة عقود، عشرات الآلاف من القتلى بجانب نزوح مليوني شخص.