أكدت الدكتورة هيا العواد، وكيل وزارة التربية والتعليم، للتعليم بشؤون البنات: أن المناهج الدراسية تزخر بالقيم والمفاهيم الإسلامية، كما أنها تعتبر دليلاً كاملاً للقيم، وهنا يأتي أهمية دور المعلم والمعلمة في تفعيل وتعزيز هذه القيم، وتحويلها إلى سلوكيات عند الطالب والطالبة، لا تنتهي بانتهاء العام الدراسي من خلال المنهج الخفي، الذي ينتج من أعضاء هيئة التدريس، والبيئة المجتمعية، والأسرة، فيعتبر المعلم هو حلقة الوصل الذي يعمل على الانتقال بالقيم من المناهج؛ لتصبح سلوكاً تعبر عن المتعلم المبدع القادر على مواجهة تحديات مجتمع المعرفة. جاء ذلك في كلمة ألقتها العواد، ضمن مشروع القيم الذي أقامته الإدارة العامة للتوعية الإسلامية اليوم الأحد، في مبنى الإدارات النسائية، واشتمل على ورشة عمل بعنوان: (مناهجنا، ودورها في تعزيز القيم)، بحضور مشرفات العموم من الإدارة العامة للمناهج، وعدد من مشرفات ومعلمات مواد مختلفة التخصصات من إدارة تعليم الرياض، وتستهدف الورشة التعرف على أهم القيم في مناهج التعليم العام، والتوصل إلى إستراتيجيات غرس القيم؛ لتصبح سلوكاً تلقائياً لدى المتعلمين.
من جانبها، أشارت الدكتورة حصة الوايلي، مديرة عام التوعية الإسلامية إلى مكانة القيم بين عناصر الثقافة، وهي تعتبر اللبنة الأساسية التي يقوم عليها المنهج الدراسي، فالقيم يتم اكتسابها بالتعلم، وللقيم يعود الدور الأساسي في توجيه سلوك الفرد في التعليم، وتعتبر دليلاً يسترشد به المربي من خلال النشاطات المنهجية، وأوضحت الوايلي: أن الورشة تسلط الضوء على التحديات المعوقة للتربية على القيم؛ مما أوجد الحاجة إلى التركيز على كيفية توظيف المرتكزات الفاعلة في تنشيط مشروع القيم، ورد الفجوة بين المخطط والمنفذ، للوصول بالقيم من الجانب التنظيري إلى الجانب التطبيقي. وأضافت مديرة التطوير والجودة في الإدارة العامة للإشراف التربوي، موضي المقيطيب، إحدى عضوات مشروع القيم أن: الورشة تأتي ضمن مشروع القيم لتحقيق التزامنا نحو هذا المشروع، الذي يدعو في رؤيته إلى إعداد جيل ثابت العقيدة، متمثل لقيمه الإسلامية, عالمي المسار, عصري التوجه, منتمي الوطنية.
وقد تضمنت الورشة 12 نشاطاً تربوياً خلال جلستين، كان أبرزها: القيم المتوفرة في منظومة العملية التربوية، وكيفية تحقيقها في المراحل العمرية المختلفة، وإستراتيجيات التعلم لتفعيل القيم، والاختلافات والتفاوت بين مجتمعنا والمجتمعات الأخرى في الإمكانات والقدرات، وبرامج التنمية البشرية الذي له الأثر الكبير على التربية. واختتمت الورشة عملها بعدد من التوصيات المبدئية، التي تمحورت حول ربط القيم في المنهج المدرسي بدليل المعلم، واستمارات متابعة الطالبات، وإبراز القيم في مناهج: العلوم، والرياضيات، واللغة الإنجليزية، كما في المناهج الدينية، والأسرية، ووضع مصفوفة للقيم، يتضح بها الترابط الرأسي والأفقي، وتناسب الصفوف والمراحل الدراسية، مع ربطها مع مصفوفة المدى والتتابع للأهداف والمعايير المعرفية.