تستهوي الفنادق العالمية ذات الشهرة الكبرى كثيراً من الناس الذين يتمنون زيارتها والإقامة فيها؛ للاستمتاع بالخدمات المميزة، إلا أن الجانب المظلم لهذه الخدمة يتمثل في ألاعيب وانتقام العمال من النزلاء؛ ربما بسبب فقرهم، أو لسوء المعاملة، وربما لذة الخيانة تدفعهم لذلك. وقد ألَّف "جاكوب تومسكي"، مدير أحد الفنادق العالمية، كتاباً فضح فيه الأفعال المشينة التي يرتكبها عمال الفندق حين يكرهون نزيلاً، أو حتى من دون سبب.
ويمتلئ كتاب "تومسكي" بأفعال لا يصدقها أحد، يقوم بها عمال أي فندق عندما يتحدون أو يغضبون على نزيل ما، وأسرار ذلك.
ويقول "تومسكي" إنه عمل في فنادق شهيرة، وعالمية وجميعها كان يرتكب فيها العاملون أفظع الجرائم مع نزلاء الفندق "فلا تغتر وتقول إنك نزيل في أهم الفنادق المشهورة العالمية (خمس نجوم)؛ فجميع الفنادق يحدث فيها ذلك".
وأول سرر من أسرار جرائم الفنادق التي يفضحها "تومسكي" هي أن يكون النزيل شديد الثراء؛ فهذا يجعل العاملين في أي فندق حاقدين عليه دون أن يفعل شيئاً، وإن تطور الأمر معه وكان غير مهذب معهم، أو أعطاهم إكرامية غير كافية، فقد أعلن الحرب على نفسه، فيقومون بغسل زجاجات الماء التي ستقدَّم له بملمع الأثاث،ويفتشون في أشيائه الخاصة دون علمه، ويضحكون فيما بينهم على أسراره، أو قد يسوء الوضع تماماً ويستخدمون فرشاة أسنانه في مسح البلاط، ثم ينظفونها ويضعوها مرة أخرى في مكانها؛ حتى يصبح أضحوكة فيما بينهم.
أما عن الجريمة المعتادة التي تحدث لجميع نزلاء الفنادق فهي إقناعهم بأن ملاءات السرير يتم تغييرها، وهذا غير صحيح، ولا يحدث أبداً؛ فعمال أي فندق لا يغيرون إلا المفارش أو الشراشف، ويتركون ملاءات السرير على حالها من نزيل لآخر حتى تتسخ تماماً فيغسلونها مرة واحدة فقط.
ويرجع "تومسكي" هذه الأفعال الشيطانية التي يرتكبها العاملون في أي فندق إلى الملل؛ فإن العمل في هذه الوظيفة قاتل "وعليك ضغط كبير لتبتسم وتضحك وتكون رقيقاً وجميلاً مع كل الناس حتى الزبائن غير المهذبين؛ فأنت تتحملهم رغماً عنك؛ لذلك يُخرج عمال الفندق كل هذا في أعمال شريرة، يقومون بها لكسر الملل والضغط".
ويعترف "تومسكي" بأن إخراج أسرار الفنادق في كتاب ساعده في الاستعداد للانتقال لمرحلة أخرى في حياته؛ فهو الآن مدرب "للتحكم في الغضب"، بعد أن أفسدت مهنة العمل في فندق عقداً كاملاً في حياته أمضاه فيها.