كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الرئيس السوري بشار الأسد، أعد لضربة كيماوية في سوريا في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر الماضي، وأصبح في إمكانه تنفيذ الضربة خلال ساعتين، ولم يتراجع إلا بعد رسائل تحذير وتهديد قوية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ونقلت صحيفة "الرأي" الكويتية، عن الصحيفة الأمريكية: إنه «في الأيام الأخيرة من نوفمبر الماضي، هاتف مسؤولون عسكريون كبار «البنتاغون» لمناقشة معلومات استخباراتية مثيرة للقلق تظهر على صور الأقمار الاصطناعية»، مفادها أن عسكريين سوريين يقومون كما يبدو بخلط مواد كيماوية في موقعين للتخزين، لإنتاج غاز السارين على الأرجح، ويعبئونها في عشرات القنابل من وزن نصف طن يمكن حملها بواسطة الطائرات الحربية. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أنه في غضون ساعات قليلة تم إبلاغ الرئيس باراك أوباما، وازداد القلق في الأيام التالية بعد أن تم تحميل الذخائر الكيماوية على عربات قرب قواعد جوية سورية. وتم إخطار مسؤولي الإدارة بأنه إذا أمر الرئيس السوري بشار الأسد، نتيجة يأسه المتزايد، بشن هجوم بهذه الأسلحة، فإن الأمر قد يتم في غضون ساعتين، وهو وقت لا يتيح للولايات المتحدة القيام بأي شيء. ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين قولهم إن تعاوناً دولياً ملحوظاً تبع ذلك شاركت فيه الولاياتالمتحدة وروسيا والصين ودول عربية، رغم أن هذه الدول تكاد لا تتفق على شيء حول سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن خليطاً من التحذيرات العلنية التي أصدرها أوباما والرسائل الحادة التي وجهها الروس وآخرون من ضمنهم تركيا والعراق والأردن سراً إلى الأسد وقادته العسكريين، أوقفت عملية الخلط وتحضير القنابل. وبعد أسبوع من ذلك، أعلن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن المخاوف الأسوأ قد انتهت في الوقت الراهن، غير أن القلق مستمر من أن الأسد قد يستخدم القنابل التي أعدت في ذلك الوقت في أي لحظة. ويقول مسؤولون أمريكيون إنه إذا كان قد أمكن تجنب أزمة في ذلك الأسبوع الممتد من أواخر نوفمبر إلى أوائل ديسمبر، إلا أنه لا يمكنهم الركون إلى ذلك بأي شكل من الأشكال. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله: «أعتقد أن الروس فهموا أن هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يدفعنا إلى التدخل في الحرب. أما ما أفهم للأسد وما إذا كان يمكن أن يبدل رأيه إذا تم حشره في الأشهر المقبلة، فهذا ما لا يمكن التكهن به». وأوضح مسؤولون أمريكيون أن الذخائر الكيماوية ما زالت مخزنة في مواقع داخل أو قريبة من القواعد الجوية السورية بحيث يمكن استخدامها في غضون وقت قصير من إصدار الأوامر».