تكشفت ل"سبق" خفايا وأسباب إيقاف برنامج "وجه لوجه"، الذي كان يُعرض على قناة وصال الفضائية، وأيضاً تفاصيل ما دار من أحداث ساخنة في البرنامج في حلقته الأخيرة بين ضيفَيْ الحلقة إبراهيم الفارس وحسن فرحان المالكي. وتواصلت "سبق" مع مقدم البرنامج خالد الغامدي، الذي كشف لنا الأسباب الحقيقة وراء إيقافه، وقال: "لا بد أن أُشير إلى أمر مهم، أن قناة وصال وإدارتها غير مسؤولتَيْن عما بدر مني بعد إنهاء الحلقة، ولم يكن ذلك التصرف إلا غيرة مني على صحابة رسوله - صلى الله عليه وسلم -".
وتابع: "ثانياً: لم تكن المناظرة مخطَّطاً لها، ولم تكن كذلك في جدولة البرامج، ولم تكن شخصية المتناظرين مطروحة من قِبل القناة، ولا مقدم البرنامج، وإنما كان تحدياً شخصياً من الفارس عبر حلقة من برنامج (عاشوراء بين الحقيقة والكذب)، وكانت إحدى حلقات هذا البرنامج على الهواء مباشرة، وكان ضيفها آنذاك الشيخ إبراهيم الفارس، على غرار ما كان بينهما من سجال عبر حسابهما على التويتر، وانتقل كما ذكرت عبر قناة وصال بطلب من الشيخ الفارس وقبول من المدعو حسن المالكي".
وقال الغامدي إن الاجتماع تم بين الفارس والمالكي قبل المناظرة بأسبوع، وتم الترتيب بينهما على المواضيع والشروط، مضيفاً "وللأمانة فقد طلبت شخصياً من كلا الطرفين إحضار ما يراه من شروط واقتراحات للمناظرة، فقدم المالكي ورقته ورؤيته للمناظرة، ولم يقدم الفارس شيئاً، وليس كما يتهمني المالكي بأنني لم أطلب من الطرفين شيئاً وإنما طلبت منه فقط؛ فهذا إيهام وإشارة إلى أننا منحازون إلى الفارس، وهذا الذي يناقض به نفسه عندما غرد على حسابه بعد اللقاء الأول، بشكره وثنائه لنا من حسن استقبال وكرم الوفادة".
وأشار إلى أن المالكي طلب أن يكون هناك اجتماع أخير حتى "نضع النقاط على الحروف واللمسات الأخيرة لهذه المواجهة".
وأوضح الغامدي أن الطرفين اتفقا على الشروط الآتية: عدم استقبال اتصالات من الجمهور، تحديد وقت معين لكل طرف للحديث عن موضوع الحلقة "10د"، تحديد أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد من الساعة 9:00م حتى الساعة 11:00م، تحديد موضوع الحلقة "الصحبة والصحابة"، وتحديد مداخِل واحد أثناء الحلقة.
وقال: "هذا للأمانة ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع، ولكن بعد أن غادر المالكي أخبرنا الفارس كذلك بعدم اصطحاب جهاز الكمبيوتر، وقمتُ حينها بالاتصال بالمدعو حسن المالكي، وأخبرته بأن الفارس لا يرى الاستعانة بالكمبيوتر، فاعترض وقال: سأتحدث مع الفارس في هذا الأمر.
ولم يحادثه حتى يوم المناظرة، وفوجئت بأن حسن فرحان أحضر جهاز الكمبيوتر، فاعترضت على المالكي لعدم امتثاله وإخلاله بشرط من شروط المناظرة، وبعد إصراره تم الاتفاق بينه وبين الفارس على السماح له بإدخال الجهاز معه للمناظرة".
وذكر الغامدي أنه كان "من اللافت للنظر أن المالكي أثناء حديثه معنا يصمنا ب(بالوهابية)، ويخاطبنا بها كذلك، وكان يقول إن (الوهابية) السبب في اتجاهه لهذا الفكر، ويحملها - أي الوهابية - ما هو عليه من طروحات وأفكار، وكأنه يريد الانتقام منهم بمخالفتهم والتنكيل بهم، بل وصف كذلك الدولة، وتحدث عن اعتقاله في إحدى المرات من قِبل السلطات الأمنية، وأنه بسبب نفوذ الوهابية في الدولة استطاعوا أن يقيدوه، وأن يفرضوا عليه بعض الأمور التي لا يحبذها، بحسب قوله".
وواصل الغامدي كلامه قائلاً: "على هذا الطرح اتضح لي أن كل همه أن يسقط رموز هذا الفكر، والانتقام من كل صاحب لحية طويلة وثوب قصير، والمتتبع لكتاباته يتضح له ذلك".
أما ما حدث من بعض الأمور التي لم تنقلها كاميرات البرنامج للمشاهدين فأوضح الغامدي أنه "كان هناك بعض التصرفات من هذا الرجل تستغرب منها أن تصدر من شخص أتى للمناظرة، وبعض التصريحات العلنية والجرأة في الكشف عن انتمائه، وإعجابه ببعض الرموز الشيعية، بل تفضيلهم على الصحابة، وهذا لا يخفى على من تابع المناظرة عندما قال إن معاوية منافق مرتد كافر من دعاة النار، وإنه في الدرك الأسفل من النار، وإن عمر -رضي الله عنه-وهو طبعاً لا يترضى عليهم، قال إن لدى عمر كوارث كبرى، وهذا كذلك موجود على حسابه في التوتير".
وأشار الغامدي إلى أن "من الأمور التي جذبت انتباهي كثيراً، وترددت في إيقافه، عندما رفع كأس الماء أثناء شربه وهو يقول: بصحتك. ويشير بها إلى المصور الذي أمامه. ومن الأمور كذلك حقده الواضح على الصحابة، بل حكمه على الصحابي معاوية -رضي الله عنه - وكان يتمتم ببعض الكلمات أثناء حديث الفارس، ومنها ذكر اسم معاوية، وقد قمت بتوجيه إنذار له بعدم التشويش على الفارس أثناء حديثه، بل عند بداية الحلقة الثالثة أشرت إلى عدم التعرض للصحابة بلعن أو سب، وسأقوم بتصرف أراه مناسباً، فما كان من المالكي إلا الاعتراض والتمعر بسبب هذه الإشارة".
وواصل الغامدي كلامه عن المالكي قائلاً: "ويتضح من رؤيته وفكره – باختصار - أن كل ملتح وقصير الثوب في نظره (وهابي)، وكذلك أشار لمظاهرات البحرين ووصف أصحابها بالثوار من باب التأييد لهم".
وتابع: "ومن الحركات التي تنم على عدم نضوج فكره وإدراكه مسؤولية ما يقوم به أنه كان يتعمد الوقوف أمام الكاميرا نهاية المناظرة للتشويش على المقدم أثناء حديثه للمشاهدين، متعمداً، ثم يحلف بعدم استقصاده هذه الحركات غير المسؤولة؛ ما كاد يسبب له حرجاً مع بعض العاملين في الاستديو".