أحسن و ( أطلق ) حركة في العالم هي حركة عدم الانحياز ، وقد تسألني عزيزي القارئ عن السبب في ذكر هذه المقدمة فأجيبك بأنني مضطر لكتابة ذلك حتى لا أصنف لهذه الفئة أو تلك والأهم أن هذه المقدمة ستجعلني مرتاحاً نفسياً عند كتابة السطور التالية ،شاهدت أول حلقة من مناظرة وجهاً لوجه على قناة وصال بين الدكتور إبراهيم الفارس والأستاذ حسن المالكي ،وأبديت لحظتها اعجابي بقناة وصال على هذه الخطوة الجريئة والتي دلت على ثقة القناة بمنهجها وبطرحها وبانفتاحها الإعلامي. لماذا لايُعدُّ لنا طعوماً للهوامير، الهوامير الكبيرة التي نسمع عنها ولا نرى لها وجوداً وينسب لها كل فساد وكل تأخر بالمشاريع وفشل، والتي احتكرت الأراضي ونهبت أموال المساهمين في سوق الأسهم. فاستضافتك لمخالفك فكرياً وفسحك المجال له للحديث بحرية ودون مقاطعته كل الوقت والإجابة عن استفساراته أو شبهاته دلالة لصدق منهجك و لثقتك بما تحمله من معتقدات ، إلا أن الفرحة ما تمت ، فمسلسل الحلقات قطع بقرار من مجلس إدارة القناة ، وكان الأمر سيمر دون ضجة إعلامية كبيرة لولا حديث المحاور الذي زاد الطين بلة بخلعه ثوب المهنية والابتعاد كلياً عن الحيادية والحديث لأكثر من ربع ساعة مهاجماً الضيف !! وأسوأ من كل ذلك تصريحه بأن هذه المناظرة العلمية كانت عبارة عن طُعم اصطيد به الضيف !! تبرأت القناة من قوله وحاول من خلال تويتر التبرير لذكره لكلمة طُعم و ما قصده بالفخ بالضبط إلا أنه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً ، فازدادت بذلك نجومية المخالف وكسب الجولة لدى كثير من المشاهدين من حيث لا تحتسب القناة ، ما يهم في كل ذلك هو الطُعم الذي وضع للمخالف ، وهو شخصية غير مشهورة لدى عموم المتلقين ( قبل المناظرة على الأقل ) وتقتصر شهرته على الباحثين والمتخصصين في مناقشة العقائد والأفكار ، فهو اشبه بسمكة صغيرة مسكينة لم تكن بحاجة إلى طعم كبير مكون من مناظرة من أربع حلقات ولمدة ساعتين في كل حلقة ، فإن كان إعداد الطُعم يجوز شرعاً و مقبولاً عرفاً وخالد الغامدي يجيد إعداد الطُعم فليعد لنا طعوماً للهوامير ، الهوامير الكبيرة التي نسمع عنها ولا نرى لها وجوداً وينسب لها كل فساد وكل تأخر بالمشاريع وفشل ، والتي احتكرت الأراضي ونهبت أموال المساهمين في سوق الأسهم و أكلت رواتب الموظفين قبل نهاية الشهر فما أبقت لهم شيئاً ، فهل يسعفنا الغامدي بطعوم لتلك للهوامير ؟ تويتر: @mashi9a7