أقرَّ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم السبت بمشروعية بعض مطالب المتظاهرين السُّنة، واعداً بتنفيذها بنفسه، في حين رفض المتظاهرون بمحافظة الأنبار التفاوض مع وزير الدفاع، واشترطوا حضوره إلى موقع الاعتصام. وأفاد بيان صادر عن مكتب المالكي بأن رئيس الوزراء استقبل وفداً، يضم عدداً من علماء الدين والوجهاء، وعلى رأسهم مفتي أهل السُّنة الشيخ مهدي الصميدعي، في إطار المساعي التي يقومون بها للحوار مع المتظاهرين وتحقيق المطالب المشروعة التي طُرحت في التظاهرات.
وأكد المالكي أن بعض مطالب المتظاهرين مشروعة، وأنه سيتابع تنفيذها بنفسه، وبالأخص ما يتعلق بقضايا المعتقلين والنساء.
ودعا إلى تكاتف جميع العراقيين لتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وأهله، قائلاً: "يجب ألا يدع المعتدلون والعقلاء وعلماء الدين ورؤساء العشائر وكل القوى الخيرة مجالاً للمتطرفين وأصحاب النوايا الخبيثة أن يأخذوا البلاد - لا قدر الله - إلى ما لا تُحمد عقباه".
وطالب المالكي العلماء بتشكيل لجنة تضم - إضافة إليهم - عدداً من القضاة لتحري السجون والمعتقلات وتحديد مَوَاطن الخلل؛ ليقوموا هم بإصلاحها فوراً. من جانبهم أكد وفد العلماء أنهم سيباشرون جمع الأسماء والشكاوى لمتابعتها ميدانياً، واتخاذ اللازم بشأنها.
على صعيد متصل رفض المتظاهرون في محافظة الأنبار التفاوض مع وزير الدفاع سعدون الدليمي، الذي وصل إلى قيادة عمليات الأنبار، وأرسل بطلب وفد من المتظاهرين للتفاوض معهم، لكنهم رفضوا، واشترطوا أن يحضر هو إلى ساحة الاعتصام للتفاوض معهم.
وقال مصدر في المحافظة ل"إفي" في اتصال هاتفي، طلب عدم ذكر اسمه: "إن وزير الدفاع حضر اليوم، وأرسل إلى المتظاهرين لإرسال وفد إليه للتفاوض معهم في مقر قيادة عمليات الأنبار، لكنهم رفضوا، واشترطوا عليه أن يحضر هو إلى ساحة الاعتصام للتفاوض معهم".
وأمهل مجلس محافظة نينوى شمالي العراق اليوم بعد جلسة استثنائية الحكومة المركزية ثلاثة أيام للاستجابة لمطالب المتظاهرين، معلناً إضراباً عاماً في الدوائر الحكومية للمحافظة، ومهدداً باستقالة جماعية ما لم تستجب الحكومة للمطالب المتظاهرين.
وانطلقت تظاهرات واعتصامات في محافظة الأنبار غرب العراق، ذات الغالبية السنية، منذ ستة أيام بعد اعتقال أفراد حماية وزير المالية رافع العيساوي، مطالبين بإطلاق سراحهم وإطلاق سراح المعتقلات من النساء، فضلاً عن إصلاح العملية السياسية، متهمين الحكومة بتهميش السُّنة، كما انطلقت اليوم تظاهرات في مدن سنية عدة أخرى.
وكان المالكي قد دعا أمس المتظاهرين إلى الحوار، محذراً من الفتنة الطائفية في البلاد، على خلفية بعض الشعارات التي رُفعت في التظاهرات التي جرت في محافظة الأنبار وبعض المدن ذات الأغلبية السُّنية، مؤكداً أنه لا يزال هناك من يغذيها ويسعى إليها.