أكد وزير الشؤون الإسلامية, ورئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على أهمية مسار خدمة القرآن الكريم، وضرورة البذل فيه ودعمه عقلياً، ومعنوياً، ومادياً، بجميع أنواع الدعم. جاء ذلك خلال ترؤسه لاجتماع الجمعية العمومية الثاني عشر للمركز الخيري لتعليم القرآن الكريم وعلومه، الذي عقد اليوم في قاعة المقصورة للمؤتمرات بالرياض. وقال آل الشيخ في كلمته: إنها نعمة متجددة أن يكون هذا الاجتماع الثاني عشر لهذا المركز في هذا اليوم، والتقاء جميع أعضاء الجمعية العمومية بأعضاء مجلس الإدارة، ومناقشة جدول الأعمال المطروح للمركز الخيري لتعليم القرآن وعلومه، الذي يتطور بقوة وخاصة السنة الماضية، حيث تم عمل خطوات إدارية متقدمة جيدة، كذلك عمل خطوات مهمة في الاهتمام بالتدريب والبرامج النوعية للرجال والنساء للعاملين والعاملات في المدارس، والدور التابعة للمركز الخيري، فهذه نقلة مهمة تسجل للإخوة في مجلس الإدارة وللمدير التنفيذي وللإخوة العاملين معه. وأكد آل الشيخ أن التطوير النوعي للمركز هو الذي نحتاج إليه فالتطوير لا يقف عند حد، سواء كان تطوير الهيكل الإداري، أو تطوير الإدارة المالية وتوابعها، أو تطوير الكوادر البشرية التي تعمل في المركز، حيث ألحظ أن هناك عناية بجميع هذه الفروع، مبيناً أن تعليم القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية يحظى باستجابة كاملة، وتعاطف كامل من جميع مستويات الدولة بدءاً من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وكذلك المسؤولين، وطلبة العلم العاملين في الحقل الإسلامي من الدعاة الحريصين على رفع الشأن الإسلامي، وكذلك من رجال الأعمال الذين يجدونها فرصة للقربى إلى الله تعالى ببذل المال، وتجهيز من يعلم القرآن، ويدعم العملية التعليمية للقرآن الكريم وعلومه. وأضاف أن تعليم القرآن الكريم ليس عملاً ثانوياً في حياة الأمة ولا في واجبات الشرع، بل هو أساسي في رفع شأن الإنسان المسلم صغيراً كان أو كبيراً، ذكراً كان أو أنثى، فالقرآن به ارتفع الصحابة رضوان الله عليهم قال تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}: {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون} أي أن هذا القرآن الأخذ به رفعة وذكر وشأن ديني عظيم موصول بالله. وشدد الوزير على أن عزة هذه الأمة تأتي بالقرآن الكريم، فاليوم ليس من العقل، ولا من الديانة، ولا من الحكمة أن يترك القرآن لأي شيء من شؤون الدنيا، ولا من مناهج الدنيا، ولا من مظنات أن المصلحة في نصرة الإسلام ستكون في شأن من شؤون الدنيا، أول أمر هو القرآن الكريم، والقرآن في تعليمه ليس هو تعليم أطفال، هذا أساس من أسس الدين العظيمة تعليم القرآن الكريم ليس نافلة، أو ازدواجية مع المدارس النظامية، أو هو إضافة في هذه الأمة مع المدارس، أو كما يقول النصارى يقوي اللغة العربية، أو يقوي الحافظة، أو ينشئ الأبناء على الذكاء، ليس الأمر كذلك فقط، القرآن هو كلام الله وحبله المتين، وهو الذي بين أيدينا نصرة واتباعاً، ومنهاجاً، لذلك تعليم القرآن الكريم ليس عمليه تعليمية بحتة كسائر العمليات التعليمية، تعليم القرآن الكريم وظيفة دينية عظيمة؛ لنصرة هذه الأمة، ورفعة شأنها، وإذا أسس الكبير والصغير، على القرآن الكريم فإنه بإذن الله لن يخيب. وأكد آل الشيخ على أن منهاج القرآن الكريم منهاج واضح، وأن الواجب على الجميع الحرص على رفعة شأن تعليم القرآن الكريم، والدفاع عنه، ومعرفة معنى تعليم القرآن الكريم، فهذا من أعظم ما نقدمه لأنفسنا بين يدي الله جل جلاله ، لافتاً معاليه إلى أن منهاج القرآن الكريم منهاج واضح بين يجب اتباعه، وعدم الذهاب إلى أفكار جديدة تخالف ما جاء في القرآن الكريم نصاً أو روحاً، واستنباطاً. بعد ذلك كرم الوزير بحضور المدير التنفيذي الداعمين والمميزين، كما قدم المدير التنفيذي درعاً تذكارياً له بهذه المناسبة، ثم تناول الجميع طعام العشاء بهذه المناسبة. وكان الاجتماع قد استهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى المدير التنفيذي للمركز الخيري عثمان بن محمد العبدالجبار كلمة استعرض فيها جانباً من إنجازات وأعمال المركز خلال المدة الماضية منها: تقسيم الرياض إلى نطاقات عمرانية محددة؛ ليصلها خير هذا المركز، وإيجاد إدارتين لم تكونا من قبل: إدارة تنمية الموارد المالية والبشرية، وإدارة التدريب والتطوير، بالإضافة إلى الإدارتين السابقتين: إدارة الشؤون التعليمية بقسميها الإشراف الرجالي والإشراف النسائي، وإدارة العلاقات والإعلام، واعتماد مركز البحوث والدراسات القرآنية (أقوم) من مجلس الإدارة، ووضع أدلة إجرائية لغالب برامج المركز ومشاريعه ونموذجه موجود على الموقع، وإنشاء وفتح فروع جديدة للمركز الخيري غير الفرعين السابقين: فرع الأحساء، وفرع الخبر، وهي في طريقها للاعتماد من مجلس الإدارة. بعد ذلك قُدم عرض مرئي بعنوان: (مسيرة خريج)، ثم استعراض موضوعات الاجتماع، حيث تمت الموافقة على الحساب الختامي للمركز لعام 2012م، والموافقة على الموازنة التقديرية لعام 1434ه، والموافقة على التقرير السنوي للعام الدراسي 1433ه، والموافقة على تعيين المحاسب القانوني.